للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يغسل ذكرَه إذا بال! " (١). فإن لم يُحمَل على هذا، فلا وجه له. فقد أخرجا في "الصحيحين" (٢) عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدخل الخلاء، فأحمل أنا وغلامٌ نحوي إداوةً من ماء وعنَزَةً، فيستنجي بالماء. وقصة أهل قباء مشهورة (٣).

ويستحب للمستنجي أن يدلُكَ يده بالأرض، لما روى أبو هريرة قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أتى الخلاءَ أتيتُه بماء في تَورٍ أو رَكْوة، فاستنجى، ثم مسح يده بالأرض. رواه أبو داود وابن ماجه (٤)


(١) أخرجه بنحوه ابن أبن شيبة (٥٩١)، وابن المنذر في "الأوسط" (١/ ٣٤٧).
(٢) البخاري (١٥٠) ومسلم (٢٧١) واللفظ له.
(٣) أخرج أبو داود (٤٥)، والترمذي (٣١٠٠)، وابن ماجه (٣٥٧) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "نزلت هذه الآية في أهل قباء {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا} الآية، وكانوا يستنجون بالماء، فنزلت فيهم هذه الآية.
قال الترمذي: "هذا حديث غريب من هذا الوجه"، وفي إسناده يونس بن الحارث وإبراهيم بن أبي ميمونة متكلم فيهما، وللحديث شواهد يقوي بعضها بعضًا من طريق عويم الأنصاري، وابي أيوب، وجابر وأنس وغيرهم. انظر: "الإمام" (٢/ ٥٣٩ - ٥٤٤)، "البدر المنير" (٢/ ٣٧٤ - ٣٨٦).
(٤) أبو داود (٤٥)، وابن ماجه (٣٥٨)، وأخرجه أحمد (٨١٠٤)، والنسائي (٥٠)، من طرق عن شريك، عن إبراهيم بن جرير، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة به.
شريك سيئ الحفظ، وقد تابعه أبان بن عبد الله عند النسائي (٥١)، غير أنه جعله عن إبراهيم عن أبيه، قال النسائي: "هذا أشبه بالصواب من حديث شريك"، وأعله ابن القطان في "بيان الوهم" (٤/ ١٠٣) بشريك وبجهالة إبراهيم، وصححه ابن حبان (١٤٠٥)، وحسنه الألباني في "صحيح أبي داود: الكتاب الأم" (١/ ٧٧).