للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جلوسٌ مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في المسجد إذ دخل رجل على جملٍ، ثم أناخَه في المسجد، ثم عقَلَه، ثم قال: أيكم محمد؟ والنبي - صلى الله عليه وسلم - متكئٌ بين ظَهْرانَيْهم، فقلنا: هذا الرجل الأبيض المتكئ. فقال له الرجل: ابنَ عبد المطلب؟ فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: «قد أجبتُك»، فقال الرجل: إني سائلُك فمشدِّدٌ عليك في المسألة، فلا تَجِدْ عليّ في نفسك. فقال: «سَلْ عمّا بدا لك». فقال: أسألك بربك وربِّ من قبلك آللهُ أرسلك إلى الناس كلهم؟ قال: «اللَّهم نعم». قال: أَنشُدك بالله آللهُ أمرك (١) أن تصلِّي الصلوات الخمس في اليوم والليلة؟ قال: «اللّهم نعم». قال: أَنشُدك بالله آلله أمرك أن تصوم هذا الشهر من السنة؟ قال: «اللّهم نعم». قال: أَنشُدك بالله آللهُ أمرك أن تأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا فتَقْسِمها على فقرائنا؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «اللَّهم نعم». فقال الرجل: آمنتُ بما جئتَ به، وأنا رسولُ مَن ورائي من قومي، وأنا ضِمام بن ثعلبة أخو بني سعد بن بكر». رواه الجماعة (٢) إلا مسلمًا والترمذيّ (٣)، عن إسماعيل وعلي بن عبد الحميد (٤)،

وقال: رواه سليمان عن (٥) ثابت عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله.


(١) في المطبوع: «أمر».
(٢) أخرجه أحمد (١٢٧١٩) والبخاري (٦٣) وأبو داود (٤٨٦) والنسائي (٢٠٩٢، ٢٠٩٣) وابن ماجه (١٤٠٢) من طريق شريك بن أبي نمر عن أنس به.
(٣) سيأتي أنهما أخرجاه من طريق ثابت عن أنس.
(٤) ق: «علي بن الحميدي». ولعل صواب العبارة: «عن محمد بن إسماعيل عن علي بن عبد الحميد»، فإن الترمذي (٦١٩) رواه بهذا الإسناد. أو يكون في العبارة تقديم وتأخير، وهو من كلام البخاري، وصوابه كما في عقب الحديث عنده: «رواه موسى [بدلًا من إسماعيل] وعلي بن عبد الحميد عن سليمان عن ثابت عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا». ويكون المراد بـ «وقال» البخاري لا الترمذي، فليس هذا من كلام الترمذي ..
(٥) ق: «بن» تحريف.