للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أن مناط الوجوب وجود الزاد والراحلة، مع علم النبي - صلى الله عليه وسلم - بأن كثيرًا من الناس يقدرون على المشي.

وأيضًا فإن قول الله سبحانه في الحج: {مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} إما أن يُعنى به (١) القدرة المعتبرة في جميع العبادات وهو مطلق المُكْنة، أو قدرٌ زائدٌ (٢) على ذلك. فإن كان المعتبر هو الأول لم يُحتَجْ إلى هذا التقييد (٣)، كما لم يُحتَجْ إليه في آية الصوم والصلاة، فعُلِم أن المعتبر قدر زائد على ذلك، وليس هو إلا المال.

وأيضًا فإن الحج عبادة تفتقر إلى مسافة، فافتقر وجوبها إلى مِلْك الزاد والراحلة كالجهاد.

ودليل الأصل قوله تعالى: {وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ} إلى قوله تعالى (٤): {وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ} الآية [التوبة: ٩١ - ٩٢].

وأيضًا فإن المشي في المسافة البعيدة مظِنَّة (٥) المشقة العظيمة.


(١) «به» ساقطة من س.
(٢) في المطبوع: «قدرًا زائدًا»، خلاف ما في النسختين.
(٣) س: «القيد».
(٤) «إلى قوله تعالى» ساقطة من س.
(٥) في النسختين: «في مظنة».