للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما يلملم ويقال له (١) أَلَمْلَم فهو جبل بتهامة (٢)، وبينه وبين مكة مرحلتان، وهي ميقات لأهل اليمن وتهامة اليمن، وهو تهامة المعروف (٣).

وذات عرق بينها (٤) وبين مكة مرحلتان قاصدتان.

وهذه المواقيت هي الأمكنة التي سمّاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعينها في زمانه، فلو (٥) كان قرية فخربت، وبُنِي غيرها وسُمِّيت بذلك الاسم، فالميقات هو القرية القديمة؛ لأنه هو الموضع الذي عيَّنه الشارع للإحرام. ويُشبِه ــ والله أعلم ــ أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - جعلها على حد متقارب مرحلتان (٦) لكونه مسافة القصر، إلا ميقات أهل المدينة فإن مسافة سفرهم قريبة، إذ هي أقرب الأمصار الكبار إلى مكة، فلما كان غيرهم يقطع مسافة بعيدة بين مصرِه ومكة، عوّض عن ذلك بأن قصرت عنه (٧) مسافة إهلاله، وأهل المدينة لا يقطعون إلا مسافة قريبة، فجُعِلتْ عامتها إهلالا، وأهل الشام أقرب من غيرهم، فلذلك (٨) كان ميقاتهم أبعد. ومن مرَّ على غير بلده فإنه بمروره في ذلك المصر يجد من الرفاهية والراحة ما يُلحِقه بأهل ذلك البلد.


(١) «له» ليست في ق.
(٢) «جبل بتهامة» ليست في س.
(٣) س: «المعرف».
(٤) س: «وبينها».
(٥) س: «ولو».
(٦) كذا في النسختين. والصواب «مرحلتين».
(٧) ق: «عليه».
(٨) في المطبوع: «فكذلك»، خطأ.