للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعن محمد بن سيرين قال: ما أحد من أهل العلم يشك أن عمرة في غير أشهر الحج أفضل من عمرة في أشهر الحج (١).

وأما الخلاف فيمن أراد أن يجمع بينهما في سفرة واحدة، إما لعجزه عن سفرة أخرى؛ أو لأنه مشغول عن سفرة أخرى بما هو أهمُّ من الحج من جهاد ونحوه، أو لأنه لا يمكنه قصد مكة إلا في أيام الموسم لعدم القوافل، أو خوف الطريق، ونحو ذلك= فإن اعتماره قبل الحج أفضل من أن يعتمر من التنعيم في بقية ذي الحجة؛ لأن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - كلهم فعلوا كذلك، ولم يعتمر أحد منهم (٢) بعد الحجة في تلك السفرة إلا عائشة خاصة، ولم يُقِم النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمسلمين بعد ليلة الحصبة ولا (٣) يومًا واحدًا، بل قضى حجه ورجع قافلًا إلى المدينة، وكذلك عمر كان ... (٤) وكانوا ينهون عن العمرة بعد الحج في ذلك العام كما ينهون عنها قبله.


(١) أخرجه ابن أبي شيبة (١٣١٩٨) بنحوه.
(٢) «منهم» ليست في ق.
(٣) ق: «إلا».
(٤) بياض في النسختين.