للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقطع عند أول حصاة، وقال في رواية الجماعة (١): في المعتمر يقطع التلبية إذا استلم الركن، وهذا هو المذهب.

وقال (٢) الخرقي (٣): من كان متمتعًا قطع التلبية إذا وصل إلى البيت.

فمن أصحابنا من قال: ظاهر هذا أنه يقطع التلبية برؤية البيت قبل الطواف، فجعل هذا خلافًا، ومنهم من فسَّر وصوله إليه باستلامه الحجر. وهذا أشبه؛ لأن حقيقة الوصول أن يتَّصل به، وإنما يتَّصل به إذا لَمَسَه لا إذا رآه؛ وذلك لما روى الفضل بن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يزل يلبِّي حتى رمى الجمرة (٤). وفي لفظٍ للبخاري (٥): «حتى بلغ الجمرة».

وعن ابن عباس أن أسامة كان رِدْفَ النبي - صلى الله عليه وسلم - من عرفة إلى المزدلفة، ثم أردف الفضلَ من المزدلفة إلى منى، قال فكلاهما قال: لم يزل النبي - صلى الله عليه وسلم - يلبِّي حتى رمى جمرة العقبة. متفق عليهما (٦).

وعن عكرمة قال: أفضتُ مع الحسين بن علي من المزدلفة، فلم أزل أسمعه يلبِّي حتى رمى جمرة (٧) العقبة، فسألته، فقال: أفضتُ مع أبي من المزدلفة، فلم أزل أسمعه يلبِّي حتى رمى جمرة العقبة، فسألته فقال: أفضتُ


(١) الميموني والأثرم وحنبل وأبي داود، كما في المصدر السابق (١/ ١٨٨).
(٢) ق: «وقد قال».
(٣) في «مختصره» مع «المغني» (٥/ ٢٥٥).
(٤) أخرجه البخاري (١٦٨٥) ومسلم (١٢٨١ - الإسناد الثاني).
(٥) رقم (١٦٧٠) ومسلم (١٢٨١ - الإسناد الأول).
(٦) البخاري (١٥٤٤، ١٦٨٦) ومسلم (١٢٨٠).
(٧) «جمرة» ليست في س.