للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما سلوكه من منًى إلى عرفة، فقال القاضي في «الأحكام السلطانية» (١): يستحبُّ للإمام في الحج أن يخرج في اليوم الثامن من مكة، فينزل بخَيْفِ بني كِنانة حيث نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويبيت بها، ويسير بهم من غدِه ــ وهو اليوم التاسع ــ مع طلوع الشمس إلى عرفة على طريق ضَبّ، ويعود على طريق المأزمَيْن اقتداءً برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وليكون عائدًا في غير الطريق التي صدر منها، فإذا أشرف على عرفة نزل ببطن نَمِرَة، وأقام به حتى تزول الشمس، ثم سار منه إلى مسجد إبراهيم عليه السلام بوادي عُرَنَة (٢).

وقال الأزرقي (٣): «ضَبٌّ طريق مختصرة من المزدلفة إلى عرفة، وهي في أصل المأزمَيْن عن يمينك وأنت ذاهب إلى عرفة، وقد ذكروا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سلكها حين عدل من منًى إلى عرفة، قال ذلك بعض المكيين».

وروى بإسناده (٤) عن ابن جريج قال: سلك عطاء طريق ضَبٍّ، قال: هي طريق موسى بن عمران.

وفي رواية (٥): فقيل له في ذلك، فقال: لا بأس، إنما هي طريق.

والسنة أن ينزل الناس بنَمِرَة، وهي من الحلّ، وليست من أرض عرفات، وبها يكون سُوقهم.

وأما أرض عرفات فليست السنة أن يُنزَل بها، [ق ٣٤٢] ولا يُباع فيها ولا


(١) (ص ١١٢).
(٢) في المطبوع: «عرفة» تحريف.
(٣) «أخبار مكة» (٢/ ١٩٣).
(٤) المصدر السابق.
(٥) المصدر السابق.