للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو تبسَّم، فقال أبو بكر وعمر: بأبي أنت وأمي إن هذه الساعةَ ما كنت تضحك فيها، فما الذي أضحكك، أضحك الله سِنَّك؟ قال: «إن عدوَّ الله إبليس لما علم أن الله قد استجاب دعائي وغفر لأمتي أخذ التراب، فجعل يحثو على رأسه، ويدعو بالويل والثبور؛ فأضحكني ما رأيتُ من جَزَعه». رواه أبو داود، وابن ماجه، وعبد الله بن أحمد في مسند أبيه، وابن أبي الدنيا (١).

وعن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا كان عشية عرفة باهى الله بالحاجِّ فيقول لملائكته: انظروا إلى عبادي شُعْثًا غُبْرًا قد أتوني من كل فجٍّ عميق يرجون رحمتي ومغفرتي، أُشهِدكم أني قد غفرت لهم إلا ما كان من تَبِعاتِ بعضهم بعضًا. فإذا كان غداة المزدلفة، قال الله لملائكته: أُشهِدكم أني قد غفرتُ لهم تبعاتِ بعضهم بعضا، وضَمِنتُ لأهلها النوافل». رواه ابن أبي داود (٢) من حديث ابن أبي روَّاد عن نافع عنه.

وعن بلال بن رباح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له غداةَ جَمْعٍ: «يا بلالُ، أَسكِت الناس (٣) أو أَنصِت الناس»، ثم قال: «إن الله تطاولَ (٤) عليكم في جَمْعكم


(١) رواه أبو داود (٥٢٣٤) مختصرًا، وابن ماجه (٣٠١٣) وعبد الله في مسند أبيه (١٦٢٠٧) من طريق عبد الله بن كنانة بن عباس بن مرداس، عن أبيه، عن جدّه. وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن كنانة وأبوه كلاهما مجهول. بل قال البخاري عن الحديث: إنه لم يصحّ. انظر «الضعفاء» للعقيلي (٥/ ١٦٧).
(٢) ومن طريقه أبو يعلى في «أماليه» (٧ - ضمن ستة مجالس من أمالي أبي يعلى)، وإسناده واهٍ، وقد سبق تخريجه (٤/ ٥٠٤).
(٣) س: «النا»، قال: «لنا». والتصويب من مصدر التخريج.
(٤) كذا في النسختين. وعند ابن ماجه: «تطوَّل». وكلاهما صواب في اللغة.