للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلا عن عروة المزني، وعروة هذا لم يدرك عائشة. وإن (١) كان عروةَ بن الزبير فإن حبيبًا لم يدركه. قال إسحاق بن راهويه: لا تظنُّوا (٢) أن حبيبًا لقي عروة. وفي الثاني: بأنّ إبراهيم التيمي (٣) لا يصحُّ سماعه من عائشة.

وجواب هذا: أنَّ عامّة ما في الإسناد نوع إرسال، وإذا أُرسل الحديث من وجهين مختلفين اعتضد أحدهما بالآخر، لا سيّما وقد رواه البزَّار (٤) بإسناد جيِّد عن عطاء عن عائشة - رضي الله عنها - مثله. ورواه الإمام أحمد عن عمرو بن شعيب عن زينب السهمية عن عائشة (٥).

ولأنه مسٌّ فلم ينقُض (٦)


(١) في الأصل: «وانه» زاد هاء، وقد سبق نحوه.
(٢) في الأصل: «لا يظنُّون»، والتصحيح من «المغني» (١/ ٢٥٨) والظاهر أن المصنف صادر عنه.
(٣) في الأصل: «التميمي»، تحريف.
(٤) لم أقف عليه في القطعة المطبوعة من مسند عائشة، وأورده الإشبيلي في «الأحكام الكبرى» (١/ ٤٣٠ - ٤٣١) بإسناد البزار من حديث عبد الكريم الجزري، عن عطاء، عن عائشة بمثله.
قال البزار: «إسناده حسن»، وقال ابن حجر في «الدراية» (١/ ٤٥): «رجاله ثقات»، غير أن في رواية عبد الكريم، عن عطاء مقالًا، وقد عد ابن معين هذا الحديث من مناكيره، وصوب الدارقطني في «السنن» (١/ ١٣٧) رواية عبد الكريم، عن عطاء قوله، وأعل بها المرفوع. انظر: «الإمام» (٢/ ٢٥٤ - ٢٦٠)، «الإعلام» (٢/ ٨٥ - ٨٧).
(٥) برقم (٢٤٣٢٩)، وابن ماجه (٥٠٣)، من طرق عن الحجاج بن أرطاة، عن عمرو بن شعيب، عن زينب السهمية، عن عائشة به.

إسناده ضعيف، الحجاج مدلس وقد عنعنه، وفي زينب جهالة، وبذلك ضعفه أبو حاتم وأبو زرعة كما في «العلل» لابن أبي حاتم (١/ ٥٦٦)، والدارقطني في «السنن» (١/ ١٤٢).
(٦) في المطبوع: «ينتقض»، والمثبت من الأصل.