للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورُوي عنه قال: الحدث حدثان: حدث اللسان، وحدث الفرج. وحدثُ اللسان أشد من حدث الفرج (١). ورواه ابن شاهين مرفوعًا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - (٢).

وقد حمله بعض أصحابنا على الردَّة، إذ ليس في اللسان ما يوجب الوضوء غيرها. ولعله أراد أنَّ الحدث باللسان وهو الكلام المحرَّم يوجب الإثم والعقاب، فهو أعظم مما يوجب الوضوء فقط. وروى حرب (٣) عنه أنّ


(١) أخرجه مختصرًا البخاري في «التاريخ الكبير» (٣/ ٧٩)، وابن المنذر في «الأوسط» (٢/ ٢٣٢)، وبتمامه البيهقي في «شعب الإيمان» (٩/ ٨٩)، من طرق ضعيفة عن ابن عباس، وضعفه النووي في «الخلاصة» (١/ ١٤٤).
(٢) لم أقف عليه، وأخرجه الديلمي في «مسند الفردوس: زهر الفردوس» (٢/ ١٠٨) ـ ومن طريقه الجورقاني في «الأباطيل والمناكير» (١/ ٣٥٢ - ٣٥٣) ـ من طريق بقية بن الوليد، عن عمرو بن أبي عمرو، عن طاوس، عن ابن عباس به.
قال الجورقاني: «هذا حديث باطل، وبقية إذا تفرد بالرواية فغير محتج بروايته لكثرة وهمه»، وانظر: «العلل المتناهية» (١/ ٣٦٥)، «تنقيح التحقيق» للذهبي (١/ ٧٢).
(٣) في «مسائله» (١/ ١٥٢) بتحقيق السريع، وأخرجه الخرائطي في «مساوئ الأخلاق» (١٠٤)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (٩/ ٩١)، من طريقين عن المثنى بن بكر، عن عباد بن منصور، عن عكرمة، عن ابن عباس به.

إسناده واه، المثنى متروك كما في «لسان الميزان» (٦/ ٩٣)، وعباد ضعيف صاحب مناكير، واشتهر بالتدليس عن عكرمة، وقد عنعن، كما في «تهذيب التهذيب» (٢/ ٢٨٢ - ٢٨٣)، والطريق إليهما مظلم.