للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إحداهما: ينقض الوضوء، لما روى عبد الله بن عمر (١) - رضي الله عنهما - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «توضَّأْ من ألبان الإبل، ولا توضَّأْ من ألبان الغنم» (٢). وعن أسيد بن حضير عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه سئل عن ألبان الإبل، فقال: «توضَّأْ من ألبانها». وسئل عن ألبان الغنم، فقال: «لا تتوضَّأْ من ألبانها» [١١١/أ] رواهما أحمد وابن ماجه (٣).

وعن البراء بن عازب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «توضَّأْ من لحوم الإبل وألبانها» رواه الشالنجي بإسناد جيِّد (٤).

وروي أيضًا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتوضَّأ من لحوم الإبل وألبانها. وفيه جهالة (٥).

والثانية: لا ينقض. اختارها كثير من أصحابنا، لما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه


(١) في حاشية المطبوع أن في الأصل: «عبد الله بن عمرو»، وهو غير صحيح.
(٢) رواه ابن ماجه (٤٩٧)، وقد سلف بيان ضعفه.
(٣) أحمد (١٩٠٩٧)، وابن ماجه (٤٩٦)، وقد سلف الكلام على أصله.
(٤) لم أقف عليه.
وأخرجه الروياني (٢/ ١٧٥) من حديث ثابت بن قيس. وفي إسناده الضحاك بن حُمْرة منكر الحديث، كما في «الميزان» (٢/ ٣٢٢)، وخالف غيره بإسناده الحديث إلى ثابت، والمحفوظ حديث البراء كما سلف، وليس فيه ذكر ألبانها.
(٥) أخرجه أبو يعلى (٦٣٢) من حديث طلحة بن عبيد الله به. إسناده ضعيف، فيه ليث بن أبي سليم، ورجل لم يسم كما في «مجمع الزوائد» (١/ ٢٥٠).
وأخرجه الطبراني في «الكبير» (٧/ ٢٧٠) بإسناد تالف من حديث جابر بن سمرة، عن أبيه سمرة السوائي قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: إنا أهل بادية وماشية، فهل نتوضأ من لحوم الإبل وألبانها؟ قال: «نعم»، في إسناده سليمان الشاذكوني متهم، «الميزان» (٢/ ٢٠٥).