للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بضم القاف (١): القطنة التي تحشوها المرأة، فإذا خرجت بيضاء لا تغيُّر عليها، فهي القصّة (٢).

ورواه البخاري (٣) عن عائشة، قالت في الصفرة والكدرة: إذا كانت واصلةً بالحيض فهي بقية من الحيض، لا تصلِّي حتى ترى الطهر الأبيض. وإذا رأت الطهر الأبيض، ثم رأت الصفرة والكدرة بعد ذلك، فإنما تلك التَّرِيَّة (٤)، تتوضَّأ وتصلِّي.


(١) كذا في الأصل و «المغني» طبعة المنار (١/ ٣٦٦) و «مختصر الإنصاف والشرح الكبير» (١/ ٨٤). وهو معدود من غلط الفقهاء، والصواب: القَصَّة بفتح القاف. نصَّ عليه الصقلِّي في «تثقيف اللسان» (ص ٣٢٢) وعنه ابن برِّي في «غلط الضعفاء من الفقهاء» (ص ١٧) والصفدي في «تصحيح التصحيف» (ص ٤٢٤).
(٢) السياق يوهم أن قوله: «القصة بضم القاف ... فهي القصة البيضاء» من كلام الأزهري كما أثبته الشيخ محمد بن عبد الوهاب في «مختصر الإنصاف»، وكأنه صادر عن كتابنا هذا، لأن النص لم يرد في «الشرح الكبير» على ما نقله الشيخ. وقد رأينا أن لفظ الأزهري أقرب إلى الرواية السابقة. ولكن المشكل أن هذا القول نسب في «المغني» (١/ ٤٣٧) إلى الإمام أحمد. قال: «وروي عنه أن القصة ... »، ثم قال في آخره: «حكي ذلك عن الزهري، وروي عن إمامنا أيضًا». ونحوه في «الشرح الكبير» (٢/ ٤٤٤) مع حذف قوله: «وروي عن إمامنا أيضًا» لأنه تكرار محض. فوقع في الكتابين: «الزهري» مكان «الأزهري»، وقد يشكِّك ذلك في صحة ما ورد في نسختنا السقيمة. ثم كأنّ خللًا وقع في سياق «المغني» أيضًا.
(٣) الظاهر أنَّ المقصود الكلام الآتي، ولكنه لم يرد في «الصحيح» ولا في «التاريخ الكبير». والعبارة: «الصفرة والكدرة ... الطهر الأبيض» نقلها ابن المنذر في «الأوسط» (٢/ ٢٣٤) عن عبد الرحمن بن مهدي.
(٤) في «المغني» (١/ ٤٣٧) عن الإمام أحمد أنَّ التَّرِيّة هي القَصّة البيضاء. وفي «الصحاح» (رأي): التريَّة: الشيء الخفي اليسير من الصفرة والكدرة تراها المرأة بعد الاغتسال من الحيض. فأما ما كان في أيام الحيض فهو حيض وليس بترية.