للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعن القاسم بن (١) عبد الرحمن أنه سمع معاوية بن أبي سفيان على المنبر يقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول على المنبر قبل شهر رمضان: «الصيام يوم كذا وكذا، ونحن متقدِّمون، فمن شاء فليتقدّم ومَن شاء (٢) فليتأخّر» رواه ابن ماجه (٣).

قال أهل اللغة (٤): السِّرَر (٥) والسّرار ــ بالفتح والكسر ــ آخر الشهر ليلة يستسرُّ الهلالُ (٦)، فربما استسرَّ ليلة، وربما استسرّ ليلتين إذا تمّ الشهر؛ لأنه لا بُدَّ أن يُرى صبيحةَ ثمانٍ وعشرين، ثم يستسرّ ليلة تسع وعشرين، ثم يستهلّ ليلةَ الثلاثين أو يستسرّ أيضًا.

وقد ذكرنا عن الأوزاعي وسعيد: أن سِرَّه أوله.

قال مَن احتجّ بهذا: لا (٧) وجه لهذا الحديث إلا أن يكون أمر بصوم


(١) في المصادر «أبي»، وكلاهما صحيح، لأنه القاسم بن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن الكوفي المسعودي. قال الحافظ: ثقة. ترجمته في «التهذيب»: (٨/ ٣٢٢).
(٢) «فليتقدم ومن شاء» سقط من المطبوع.
(٣) (١٦٤٧). وأخرجه الطبراني: (١٩/ ٣٧٥)، من طريق العلاء بن الحارث، قال الجوزجاني في «الأباطيل»: (٢/ ٩٤): «منكر»، وضعفها ابن الجوزي. قلت: وقد اختلف على العلاء فيها، والراجح من رواية محكول عن معاوية، ومكحول لم يسمع منه، وينظر للكلام عليها كتاب «زوائد السنن الأربع على الصحيحين - الصيام» (رقم ١٠) لعمر المقبل.
(٤) ينظر «الصحاح»: (٢/ ٦٨٢) للجوهري.
(٥) في المطبوع: «السر».
(٦) في المطبوع: «هلال».
(٧) ق: «ولا».