للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعن أبي قتادة قال: كنت يومًا جالسًا مع رجال من (١) أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - في منزل في طريق مكة، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمامنا، والقوم محرِمون، وأنا غيرُ محرم عامَ الحديبية، فأبصروا حمارًا وحشيًّا وأنا مشغول أخصِفُ نعلي، فلم يُؤذِنوني وأحبُّوا لو أني أبصرتُه، والتفتُّ فأبصرته، فقمت إلى الفرس فأسرجتُه، ثم ركبتُ ونسيتُ السوط والرمح، فقلت لهم: ناوِلوني السوط والرمح، فقالوا: والله لا نُعِينك عليه، فغضبتُ فنزلت فأخذتُهما، ثم ركبتُ فشددتُ على الحمار فعقرتُه، ثم جئت به وقد مات، فوقعوا فيه يأكلونه، ثم إنهم شكُّوا في أكلهم إياه وهم حُرُم، فرُحْنا وخبأتُ العضدَ معي، فأدركنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسألناه عن ذلك فقال: «هل معكم منه شيء؟» فقلت: نعم، فناولتُه العضدَ، فأكلها وهو محرم. وفي رواية: «هو حلال فكلوه». متفق عليه (٢)، وللبخاري (٣): قال: «منكم أحدٌ أمره أن يحمل عليها أو أشار إليها؟» قالوا: لا، قال: «فكلوا ما بقي من لحمها». ولمسلم (٤): «هل أشار إليه إنسان منكم أو أمره بشيء؟» قالوا (٥): لا، قال: «فكلوا».

وقد روى عبد الرزاق (٦): قثنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال: خرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زمنَ الحديبية، وأَحرم أصحابي ولم أُحرم، فرأيت حمارًا فحملتُ عليه فاصطدتُه،


(١) «رجال من» ساقطة من ق.
(٢) البخاري (٢٥٧٠، ٥٤٠٧) ومسلم (١١٩٦).
(٣) رقم (١٨٢٤).
(٤) رقم (١١٩٦/ ٦٤).
(٥) في النسختين: «قال». والتصويب من «صحيح مسلم».
(٦) في «مصنّفه» (٨٣٣٧).