للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يتكلَّمْ» رواه الخلال والدارقطني (١).

وروى ابن ماجه حديث ابن أبي مليكة ولفظه: «من أصابه قيء أو رُعاف أو قَلْس أو مَذْي، فلينصرِفْ، فليتوضأ، ثمّ ليَبْنِ على صلاته وهو في ذلك لا يتكلَّم» (٢). وقد تُكلِّم في إسناد هذا الحديث، لأن المشهور عن ابن جريج عن أبيه وعن أبي مليكة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا، إلا أنه وإن كان مرسلا فهو مرسل من وجهين، وأيَّده عملُ الصحابة، وروي مسندًا ما يوافقه. وهذا يصيِّره حجةً عند من لا يقول بالمرسل المجرَّد، لا سيما وقد قال أحمد: كان عمر يتوضأ من الرعاف (٣).

وقال [٩٤/ب] ابن جريج: حدثني ابن أبي مليكة عن عائشة - رضي الله عنها - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل ذلك (٤).

وأيضًا فإن ذلك منقول عن جماعة من الصحابة في قضايا متفرقة، ولم يُنقل عنهم خلافُه. حكى الإمام أحمد في الوضوء من الرعاف عن علي (٥)


(١) الدارقطني (١/ ١٥٣)، وأخرجه الطبراني في «الأوسط» (٥/ ٣٢١).
إسناده ضعيف، رواية ابن عياش عن أهل الحجاز ضعيفة كما في «السنن الكبرى» للبيهقي (١/ ١٤٢ - ١٤٣)، وأعله أبو حاتم بالإرسال في «العلل» (١/ ٤٨٣)، وابن عدي في «الكامل» (١/ ٢٩٧).
(٢) برقم (١٢٢١). إسناده ضعيف، والكلام فيه كسابقه.
(٣) أخرجه ابن المنذر في «الأوسط» (١/ ١٦٩)، وأخرجه من قول عمر: ابن أبي شيبة (٥٩٥٠).
(٤) تقدم تخريجه.
(٥) أخرجه ابن أبي شيبة (٥٩٥٢)، وابن المنذر في «الأوسط» (١/ ١٦٩).