ثم يقرأ الفاتحة، بجميع أحكامها؛ لأنها ركن، والحديث في صحيح البخاري وصحيح مسلم عن عبادة بن الصامت قال:(لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب) وإياك أن تلقى الله ووجهك مملوء بالشيب وأنت جاهل بالفاتحة، كما يصنع بعض الشيبان الآن، فتجده لا يفوته من أمور الدنيا شيء، فهو يعرف المحاكمات، والدعاوى وأمور الدنيا، لكن إذا قلت له: اقرأ الفاتحة قال: أنا عامي أنا لا أعرف، لماذا تعرف الدعاوى والأمور كلها والشعر والقصائد ولكن لا تعرف الفاتحة وهي سبع آيات، في أربعة أسطر؟ فهذا أعمى في دين الله ومفتح في غيره، تجده يأتي يقرأ لك الفاتحة مكسرة {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[الفاتحة:٢] وبعدها يقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}[الفاتحة:٥] وبعضهم يقول: ما هو لك يوم الدين، فهو ينفي، وبعضهم يقول: الصراق المستقيم، وهذا يفسد المعنى.
فلابد أن تقرأ على ولدك أو على عالم؛ لتقرأ الفاتحة قراءة شرعية:{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}[الفاتحة:٢ - ٥] مع تشديد وتحقيق الشدة؛ لأنها مخاطبة لله على الاختصاص {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ}[الفاتحة:٦ - ٧] ثم تقول: آمين، ويقول من معك في المسجد: آمين، أي: اللهم استجب؛ لأنك تدعو الله أن يهديك الصراط المستقيم، وأن يقيمك عليه وهو صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، ثم تقول: غير المغضوب عليهم، أي: يا رب، لا أريد طريق المغضوب عليهم وهم اليهود؛ لأن معهم علماً لم يعملوا به فغضب الله عليهم، ولا طريق الضالين؛ لأنهم عبدوا الله على جهلٍ وضلال.
وتقول بعدها: آمين والله عز وجل يعطيك ما سألت إن شاء الله.