هنا رسالة مهمة من أحد الإخوة يقول: منظرٌ يحرق قلبي وأنا أشاهده كل يوم، خصوصاً عند أبواب مدارس البنات، وأنا آتي آخذ أهلي فأشاهد الفتيات يركبن في سيارات مع السائقين وليس معهن محرم، فما هذا وكيف فقدت الغيرة من قلوب المسلمين؟ وكيف دفنت المروءة والشهامة إلى هذا الحد فإنا لله وإنا إليه راجعون؟!
الجواب
هذه أيها الإخوة (مشكلة السائق) حقيقة أنها معضلة خطيرة ومشكلة اجتماعية هامة جداً، وقد كان يمكن للناس أن يستوردوا عمالاً في كثيرٍ من أعمالهم للحاجة، إنما لا يسوغ لهم أن يستوردوا سائقاً لعوائلهم؛ لأن العائلة من ألصق الأشياء بك أنت، يعني: إذا كنت لا تسوق بأهلك فماذا بقي بعد هذا، هذه اختصاصاتك أنت، أنت الذي تسوق بزوجتك وأمك وبأهلك، أما أن تأتي بشخص يسوق السيارة لزوجتك وابنتك فماذا بقي معك؟ ولا يجوز كما قال العلماء أن تستورد سائقاً بأي حالٍ من الأحوال للسياقة بأهلك، بل عليك أن تسوق أنت أو يسوق ولدك، أو اجعلها لا تدرس إلى يوم القيامة، أما أن تأتي لها بسائق فلا.
قال العلماء: ويجوز استيراد سائق عند الضرورة لرجلٍ كبير السن ولا يعرف يسوق، شيبة، أو أعمى ولا يستطيع يسوق وما عنده أولاد، وله مصالح ويريد يأتي بحاجاته وعنده سيارة فهذا قال العلماء: يجوز للضرورة، لكن بشروط: أولاً: أن يكون هذا السائق مسلماً فلا تأتِ بكافر.
ثانياً: أن يكون هذا السائق رجلاً مسناً كبيراً قد انعطف ظهره، وسقطت أسنانه، وليس فيه عرق يلف، من أجل يسوق السيارة إن كنت تريده يسوق السيارة، وبعد ذلك هذا المسن هذا الذي ظهره قد انحنى يأتي بزوجته معه، لا تأتي به لحاله ولو كان مسناً، والمسن فيه خطر أيضاً، هات شايب وعجوز معه، وبعد ذلك تستأجر لهم بيتاً بعيداً عن أهلك، ولا يدخل بيتك في أي حالٍ من الأحوال ولا تركب معه زوجتك أو ابنتك أو أمك أو أختك إلا وأنت موجود، أما أن ينفرد بهم فهذا حرام.
وما نراه -كما ذكر الأخ- والله إنه يدمي القلب أن ترى الرجل شاباً في عمر الخمسة والعشرين والثلاثين وكافر فلبيني أو كوري، وبعد ذلك يركب مع البنت يذهب بها المدرسة، وقد ورد في الحديث:(ما خلى رجلٌ بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما) وإعطاء الثقة المطلقة في النساء تجر إلى كوارث، لا ننزع الثقة من النساء، نحن نثق فيهن، لكن إلى جانب الثقة نتقيد بأوامر الشرع، فإذا رفضنا الشرع وجعلنا الرجال مع النساء من باب الثقة حصلت الكوارث والمصائب، فإنا لله وإنا إليه راجعون!