بقدر ما تحسن ويكون مردود السعادة في قلبك, وكذلك الإساءة؛ بقدر ما تسيء يكون الشقاء في قلبك, فتعود على الإحسان بالكلمة الطيبة, فالكلمة الطيبة صدقة, وبإمكانك أن تدخل الفصل من دون أن تسلم لتبني شخصية! وبإمكانك أن تدخل وأنت مبتسم وتقول: السلام عليكم صباح الخير يا أولاد كيف حالكم، طيبون؟ وحينها كل الطلاب تنشرح صدورهم لك ويحترمونك ويألفونك ويصغون لمادتك, لكن إذا دخلت وتقول: قيام جلوس امسح اللوح اسكت أين الواجبات؟ قال:(الله أكبر على هذا الأستاذ العفريت! من أين جاء لنا؟) لماذا لا تحسن؟ تحسن إلى زوجتك, وأولادك, وجارك, والفقير, والمسكين, وكل أحد, فالإحسان هو مطلب شرعي، والله كتبه في كل شيء حتى في الموت، يقول صلى الله عليه وسلم:(إن الله كتب الإحسان في كل شيء؛ فإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة) هو موت لكن لابد من الإحسان فلا تشق على الذبيحة حتى تعذبها، لكن حدّ الشفرة واذبحها بسرعة, حتى في الموت لابد من الإحسان, فكيف في العافية؟! فالإحسان إلى الناس والتفضل عليهم بالخير وبالكلمة الطيبة وبالهدية وبالبسمة قال صلى الله عليه وسلم:(إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم ولكن بأخلاقكم، وإن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم) فمن الناس من هو مليونير في الأخلاق يسع الناس كلهم, وكل واحد يحبه, ومن الناس من هو فقير ليس عنده شيء من الأخلاق، وكل واحد يكرهه, لماذا؟ لأنه من اكتسب كراهية الناس بتصرفاته وسلوكه, وبالتالي تجده في نفسيته معقداً، وتجده في شقاء وعذاب، لماذا؟ لأنه أساء إلى الناس! لكن كلما أحسنت إلى الناس كان المردود بالسعادة عليك أنت أولاً، ولهذا يقولون: إن إحسان الخلق بذرة أنت من يأكلها؛ تأكل ثمرتها أنت وليس الناس, صحيح.
إن حسن الخلق ينال الناس لكن أنت الذي تجني الثمرة الكبرى.