للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[إهلاك قوم شعيب]

ما الذي أرسل الريح والسحاب والظلل على قوم شعيب؟ {فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ} [الشعراء:١٨٩] تدرون ما هو عذاب يوم الظلة؟ -نعوذ بالله وإياكم من عذاب الله- كانوا يعيشون في بلادهم في مدين، فكذبوا رسولهم شعيب عليه السلام، فأخذهم حر في البيوت، حر ضاقت منه نفوسهم، حرارة متناهية، إذا لمست جلده فإنه يفور مثل النار، إن جلسوا في البيوت حرارة، وإن خرجوا إلى الشمس حرارة، فماذا يصنعون؟ جعل الله تبارك وتعالى في منطقة من مناطقهم ظلال، وهي سحاب في السماء من كان يجلس تحتها يأتيه برد، فاجتمعوا كلهم تحت هذه الظلة، وهذه الظلة هي ظلة العذاب: {فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ} [الشعراء:١٨٩] فلما جاءوا في هذا المكان نزلت عليهم هذه السحابة بالعذاب والتدمير وأهلكهم الله عن بكرة أبيهم بأسباب المعاصي.