ذهل حكمت شريعة الله في الأذن؟ هل سمعت بها ما يرضي الله أم استمعت بها ما يغضب الله؟ إن النبي صلى الله عليه وسلم والحديث صحيح في السنن:(كان يسير يوماً من الأيام مع عبد الله بن عمر وفي الطريق سمع راعياً معه بوق -بوق الراعي لا يفتن ولا شيء، إنما يسلي به الراعي عن نفسه في الجبال- فلما سمعه صلى الله عليه وسلم، وضع إصبعيه في أذنيه حتى لا يسمعه) ويقول في الحديث الصحيح عند البخاري: (ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحرَ والحرير والخمر والمعازف) حتى غدت أمتنا أمة الغناء والطرب، لا أمة القرآن، ولا أمة الجهاد والسيف، ثقافتنا الموسيقية والغنائية أعظم من ثقافتنا القرآنية، إذا أريد إجراء مسابقة وطلب من المتسابقين قراءة آية قاموا كلهم يتلفتون: هل فيكم مطوع؟ وأنتم ألستم بمؤمنين؟! ألستم مسلمين؟! أليس القرآن كتابكم؟! ألم يخاطبكم الله به؟!! لكن إذا جيء بعازف العود أو البيانو أو الكمنجة وقالوا له: اعزف طرفاً من أغنية، ثم لمن هذه الأغنية؟ ومن واضع كلماتها؟ ومن ملحنها؟ ومن أداها؟ ارتفعت الأصابع حتى تشق السماء كلها، كل واحد يقول: أنا أنا أنا وماذا رأيت وماذا عرفت؟ ثقافة ضحلة، ما عرفت كتاب الله، إذا سئلوا عن آية أو حديث أو حكم شرعي لا يعرفون، وإذا سئلوا عن هذا الهراء ارتفعت الأصابع، لماذا؟ يعيش أكثر الناس مع الغناء عند النوم، لا ينام إلا على أغنية، يظل يدير الراديو من مكان إلى مكان حتى يجد سهرة الليلة، يسهر مع الشياطين، يسهر مع غضب الله، لا يريد أن يسهر مع الله، لا يريد أن يختم حياته ويومه بذكر الله، ما يدريه لعله أن ينام ولا يستيقظ منها إلا إلى جهنم والعياذ بالله.
شابٌ وقع له حادثٌ مروري وقطع بطنه (الدركسون) ووجدوه والسيارة منكوسة، ورأسه مدلى إلى أسفل، ولا يزال في الرمق الأخير لم يمت، ولكن كبده قد انتهى وهو لا زال حياً وإذا بهم يمسكونه وهو مع الشريط يغني ويقول:
هل رأى الحب سكارى مثلنا؟!!
لا والله ما رأى الحب أفشل ولا أسكر منك، نعم.
لا يوجد أسكر منك، يغلق الحب مع أهل الحب والفن.
يا أخي في الله! إن هذه الأذن أمانة في رأسك، وهي نعمة من نعم الله عليك، هب أنك -عافاك الله- فقدت هذه الحاسة، وجلست في المجالس مثل الكرتون، يتكلم الناس ويتضاحكون، وتقول أنت: ماذا تقولون؟ قالوا: نحن نتكلم، قال: علموني ماذا تقولون، جاءوا إليه فأخبروه ولكنه قال: لا أدري ماذا تقولون، اكتبوا لي، فأذنك هذه حساسة تسمع كل شيء وهي نعمة من نعم الله عليك عليك أن تتقي الله فيها.