سمعتُ أن من يكتم العلم يُلجمه الله يوم القيامة بلجام من نار، وأخذت أعمل، وأحدث الناس في كل مكان، حتى زهقوا مني، وطالبوني بالسكوت، فماذا أفعل؟
الجواب
يا أخي الكريم! هذا الحديث في مَن سُئل عن علم، وأنت ربما لم يسألك أحد أن تتكلم، حتى زهَّقت الناس؛ لأن الدعوة -أيها الإخوة- مثل الطعام، تقدمه للناس حينما يحتاجونه.
ما رأيك بشخص عشَّيْتَه، وعندما شبع قال: الله ينعم عليك.
قلت: لا والله، لا بد أن تأكل.
قال: يابن الحلال شبعتُ.
قلت: لا.
والله لتُكْمِلَنَّ الذي في الصحن، وأن تأكل جفنة العصيدة هذه، وأن تكمل الخروف.
قال: يابن الحلال بطني امتلأت.
قلت: لا.
وأخيراً قام عليك بالعصا، وأكلك غصباً عنك.
أهذا كرمٌ؟! سيقول: الله أكبر عليك وعلى كرمك.
كذلك من الناس من يحدثك إلى أن تشبع، ثم يعيي، ويقول: زِدْ، زِدْ، زِدْ إلى أن يجعلك غير راغب في الحديث.
وابن مسعود يقول:[كان صلى الله عليه وسلم يتخَوَّلنا في الموعظة، مخافة السآمة علينا].
فأنت تقدم العلم والموعظة حينما ترى لها قبولاً، فإذا رأيت الناس صاروا يُدَنِّقون أو صاروا يرقدون أو صاروا يتكلمون فَقِفْ، لماذا؟ لأنك كأنك تكره الناس في الكلام الجيد بإصرارك على أن تقدم شيئاً في غير مناسبته أو في غير وقته.