الملائكة تدعوا لأهل الإيمان الذين يذنبون، ورد في الصحيحين أنهم يدعون في المسجد؛ إذا خرجت المسجد وصليت فالملائكة فوق رأسك تقول:(اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، اللهم تب عليه)، رواه البخاري ومسلم (ما من مسلمٍ يتطهر في بيته فيحسن الوضوء، ثم يخرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا حط عنه بها خطيئة، ورفع له بها درجة، ولا تزال الملائكة تصلى على أحدكم مادام في مصلاه تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، اللهم تب عليه، ما لم يؤذ أو يحدث، وما يزال في صلاة ما انتظر الصلاة).
والدعاء الثاني في سورة غافر: يقول الله عز وجل: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ}[غافر:٧] يعني: الملائكة {وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا}[غافر:٧] يعني: لكم {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ}[غافر:٧] الدعاء اغفر لمن؟ ليس للناس كلهم {لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ}[غافر:٧] يعني: مشوا في الطريق {وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ}[غافر:٧] هذا كلام الملائكة تقول لكم: {رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}[غافر:٨] ثم تقول الملائكة: {وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ}[غافر:٩] أي: اصرف عنهم المعاصي والذنوب والسيئات، اللهم قنا السيئات يا رب العالمين! {وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}[غافر:٩] هذه الملائكة تستغفر لك؛ لأنك أهل للاستغفار، ويستغفرون لمن؟ للذين آمنوا، الشروط التي جعلتك تستحق استغفار الملائكة وهي: أن تكون مؤمناً وتائباً ومتبعاً للسبيل، فتستغفر لك الملائكة.