كيف يعرف الإنسان أن الله سبحانه وتعالى راضٍ عنه، فعندما أذنب ذنباً أستغفر الله من ذلك الذنب وأصلي ركعتين، لكني أخاف من غضب الله عز وجل، وأشعر أن الله لن يغفر لي، فماذا أفعل؟ وكيف يتخلص الإنسان من الوسواس؟
الجواب
يعرف الإنسان أن الله عز وجل رضي عنه إذا أطاعه؛ لأنه كما جاء في الحديث القدسي:(يقول الله: إني إذا أطعت رضيت، وإذا رضيت باركت، وليس لبركتي نهاية، وإذا عصيت غضبت، وإذا غضبت لعنت، ولعنتي تبلغ السابع من الولد).
فعلامة رضا الله عن الإنسان أن يطيعه بفعل أمره وترك نهيه، هذه العلامة، أما إذا اقترف الإنسان معصية أو وقع في خطيئة، فهذا شيءٌ لا يستغرب، فإن الإنسان خطاء بطبعه، ليس معصوماً، والعصمة للأنبياء، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:(كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون) ويقول في الحديث الآخر: (لو لم تذنبوا فتستغفروا فيغفر الله لكم لأتى الله بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر الله لهم) والله تعالى يقول: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}[الحجر:٤٩].
فإذا أخطأت أو اقترفت معصية فإن الأمر يستوجب سرعة التوبة، وبهذا يقول الله تبارك وتعالى:{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ}[آل عمران:١٣٥].
فعليك أن تتوبي، أما كونك تشعرين بالألم فهذا من مقتضيات التوبة؛ لأن من شروط التوبة الندم؛ لأن الإنسان كلما تذكر ذلك الذنب صار في قلبه لوعة وحسرة وندم وأسى، لماذا أفعل كذا؟ ولماذا أعصي الله؟ لماذا أعمل هكذا؟ هذا الندم هو الذي يجعل التوبة مقبولة إن شاء الله، لكن يجب أن يكون عندك يقين وتصديق لوعد الله، والله لا يخلف الميعاد، والله يقبل التوبة، ويعفو عن السيئة.