قلت لبعض الناس في القرية: لا يجوز تخصيص شهر رجب دون غيره بصيام؛ لأن الناس يعظمون هذا الشهر، ولكن سمعت أن هذا الشهر عظيم والصيام فيه أعظم فأرجو التبيين؟
الجواب
ليس في شهر رجب عن غيره من سائر الشهور فضيلة في صيامٍ أو قيام أو صدقةٍ، وما ورد فيه من أحاديث فيه تدور بين الضعف والوضع، هكذا يفتي سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، أنه لم يكن صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخصص رجب بأي شيء من العبادات، وإنما هو شهر من الشهور، وأما ما يخصصه الناس من ليلة سبع وعشرين أنها ليلة الإسراء والمعراج فيحيون ليلها بالقيام، ويتصدقون فيها، ويصنعون هذه الاحتفالات فهذا من البدع، وهذا لم يفعله رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإنه أسري به وأخبر الصحابة، ولو أن هذا الأمر مشروع لاحتفل به هو؛ لأنه صاحب العلاقة الأولى، ولو كان هذا الأمر مشروعاً لاحتفل به أصحابه أو سلف هذه الأمة، فلما لم ينقل أنه فعله ولم يفعله أصحابه ولا سلف هذه الأمة دل هذا على أن هذا الأمر مبتدع، وما لم يكن في ذلك الزمان بدين فليس في هذا الزمان بدين، بل إن علينا أن نتبع ولا نبتدع.
والله يقول:{أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ}[الشورى:٢١] هذا رغم أن المؤرخين اختلفوا في كون ليلة الإسراء والمعراج في السابع والعشرين أو في غيرها، ولكن على فرض صحة كونها في ليلة سبع وعشرين فإنه لا يجوز أن نعمل بأي عمل إلا بأمرٍ من الله، أو من رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.