للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم الجلوس عند أناس يستمعون الأغاني]

السؤال

أنا شاب أركب مع شباب يستمعون للأغاني، ولا أستطيع أن أنهاهم فما الحكم؟

الجواب

لا تركب معهم، لا تركب مع شاب يستمع الغناء وأنت لا تستطيع أن تغلق (الراديو) بأي حال من الأحوال، والله خير لك أن تمشي على وجهك وليس على رجليك من البيت إلى المدرسة.

قد يقول أحد من الزملاء: والله بيتنا بعيد عن المدرسة، وما عندي سيارة وأبونا ليس عنده سيارة، وإذا ركبت مع زملائي هؤلاء فسَيُسْمِعُوني الغناء، فأنا بين خيارين: إما أن أمشي على رجلي، أو أركب معهم وأسمع الأغاني.

نقول لك: امشِ على رجلك، أو لا تدرس، أو اركب مع الزملاء الطيبين، أما أن تركب مع شباب يسمعون الأغاني وأنت ساكت، فاعلم أن البداية هكذا، والنهاية سوف تضل معهم، إما أن تقفل (الراديو) أو لا تركب معهم، والله يقول: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً} [النساء:١٤٠].

فلا تجلس في مجلس يُعْصَى الله فيه وأنت جالس.

بعض الناس يقول: جلستُ في مجلس في وليمة زواج، وكانت الأغاني شغَّالة، يقول: دخلت أريد أن أتعشى، وإذا بهم مُشَغِّلين الأغاني.

قلت: وماذا فعلت؟ قال: والله إني جلست ولم أستطع أن أقول شيئاً، فهذا زواج.

قلت: وأنت لماذا جلستَ؟! لِمَ لَمْ تخرج؟! قال: أريد أن أتعشى.

قلت: الله أكبر على بطنك هذه التي لا تمتلئ، لو أنك عملت احتجاجاً يا أخي! أليس الناس يحتجون على بعض الأعمال؟ إذا أحد أغضبهم يحتجون ويخرجون، إذاً: فأنت جالس في مجلس عُصِي الله فيه، إذا كنت تستطيع أن تغير المنكر فالحمد لله، وإذا كنت لا تقدر فقل: أستأذن.

وإذا قيل: لماذا؟! قل: معاصٍ، لا أقدر أن أجلس.

والله هذا يؤدبهم أكبر أدب، يؤدب صاحب البيت، والجالسين.

وقد أخبرني من أثق فيه، يقول: كنت مدعواً في مناسبة زواج، ولما دخلتُ وإذا بالصور قد أُلْصِقت، والأغاني، وإذا بالمغرِّدين يصيحون بالوَلْوَلَة هذه، فدعيت صاحب البيت قلت: يا أخي! أنت دعوتني لأتعشى أم دعوتني لأعصي الله عزَّ وجلَّ؟! قال: والله يا أخي! لا نقدر، لكن استرح أنت.

قلت: لا.

والله لا أستريح.

قلبه أصبح مثل النار، قلبه حي يخاف الله.

يقول: فخرجت، فرآني بعض الناس الذين يعرفونني، فنادوا: أين الشيخ فلان؟! أين الشيخ فلان؟! قال صاحب البيت: والله دخل وسمع الأغاني هذه وأبى أن يجلس، يقول: إنها حرام! يقول: فالجميع كلهم تأثروا، وقالوا: أقفلوها، جزاه الله خيراً.

أقفلوها لأنه خرج، لكن لو أنه جلس وبقي مثل الشاة الرابضة من أجل لقمة أرز يملأ بها بطنه والعياذ بالله؟! أعتقد أن فيما حصل كفاية.

وأسأل الله تبارك وتعالى لي ولكم التوفيق.

والله أعلم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.