للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[استغلال الفرص في الرجوع إلى الله]

أيها الإخوة! من رحمة الله أن أتاح الله لنا مثل هذه الفرص وأعطانا مثل هذه المناسبات من أجل أن نقبل عليه، ومن أجل أن نزداد ولهذا ينادي: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولكن وللأسف الشديد فقد فهم الناس من رمضان غير ما يريده الشرع منهم، فهموا أن رمضان شهر الأكل فقط، ولهذا من الآن يعددون الأكلات وكل امرأة تقدم لزوجها قائمة بيان (كرتون محلبية) و (كرتون موز)، و (كرتون لوز)، من كل شيء (كرتون)، وكم تأكلون؟ كم نأكل وجبات في رمضان؟ نأكل فيه وجبتين، فطور وسحور، وفي غير رمضان فطور وغداء وعشاء، إذن مصروفنا الذي في رمضان أقل من مصروفنا في غير رمضان، لكن بالعكس بدل ما تأكل وجبة فيها شكل أو شكلين لابد أن تكون عشرين شكلاً، يخرج من الصباح إلى الظهر يقضي الحاجات، وهي من الظهر إلى المغرب تطبخ، ولهذا بعض النساء ما تقرأ من القرآن آية واحدة لماذا؟ مشغولة بالطبخ، شهر تلاوة وعبادة وتراويح وقرآن وذكر، لا.

حولناه شهر أكل و (دحس)، (يدحس) الشخص بطنه من المغرب إلى العشاء، ثم يقوم محملاً لا يستطيع أن يقوم، وبعد ذلك يريد أن يصلي التراويح، لا يستطيع لصلاة العشاء ويبدأ بالتراويح وإذا به يذم نفسه متى يصل ثم يبحث له عن إمام يصليها في أربع دقائق، وإذا لقي شخصاً يصلي صلاة جيدة قال والله: (أفتان أنت يا معاذ) هذا طول علينا، هذا نفر الناس من الصلاة، وإذا نظر شخص الله أكبر الله أكبر قال: (الله يذكره بالخير ذاك المطوع خفيف الدم، صلاته جيدة مثل الحلاوة) يعني: مثل (قدر الضغط) يطبخها ويرجع إليها بعد خمس دقائق، لا حول ولا قوة إلا بالله، لماذا؟ لأنه ما عرف من رمضان إلا الأكل، هو مستعجل من أجل أن يرجع (يدحس) الباقي ويملأ بطنه من المغرب إلى الفجر، ثم ينام من الفجر إلى العصر وقام من أجل أن يملأ، شغلته أكل فقط، أو يذهب إلى السوق المركزي ويأتي أو يذهب الأسواق ويأتي بفواكه ويحمل السيارات.

سبحان الله!! الله شرع الصوم لنجوع أو لنأكل؟ شرعه لنجوع ولنحس بألم الجوع، ونعرف أن هناك من الفقراء من يعيشون جائعين صائمين طوال الزمان، فالله أمرنا أن نجوع شهراً من أجل أن تحرقنا بطوننا فنشعر بألم الجوع لمن يجوع طوال العام ونعطيه، ولهذا نقول: رمضان كريم، ما معنى كريم؟ يعني: أن نصير نحن كرماء، ليس كريم من أجل أن نأكل، تجده يجمع الأكل ماذا فيك؟ قال: يا هذا رمضان كريم دعنا نكون كرماء، وليس معنى هذا أنك ما تعطي أهلك، أعطهم ليس هناك بأس لكن بمقدار، ويأكلون أما أن تقضي على عشرة أشكال أو خمسة عشر شكلاً أو عشرين شكلاً ثم تأكل من كل شكل قليلاً والباقي يسكب في الزبالة هذا حرام يا عباد الله.

كثير الآن يفتح الحبة البرتقال ويأكل جزءاً منها، ويفتح الموزة ويأكل رأسها، ويأكل تفاحة يأخذ منها حبة أو جزءاً منها، و (المحلبية) يأخذ له ملعقتين أو ثلاثاً والباقي يرميه، والعيش يكسره ويأخذ كسرة منه والباقي يرميه، والأرز يأكلون من طرفه والباقي يرمى به، كل شيء يرمونه لماذا؟! هذا هو الإسراف، إن الله غيور على النعمة -أيها الإخوان- إذا لم نرعها ونحاول أن نقلل ونقتصد في الطبخ والزايد نرسله لمن يجوع الآن من إخواننا المجاهدين في الأفغان وهذه رسالة من الشيخ المشرف على جمع التبرعات الشيخ/ محمود محمد باحاذق في جدة يطلب أن يحث الناس على هذا الإنفاق -أيها الإخوان- هناك من الأسر الفقيرة من إخوانكم الأفغان من يموتون جوعاً، بعض المجاهدين يبيع سلاحه من أجل أن يشتري لأولاده عيشاً، العيش الذي يأكلونه ليس مثل عيشكم، أنت لما تأتي إلى الفرن وتجد القرص موجوداً تقول: لا أريد هذا، لماذا؟ قال: أريد حاراً، هو حار وما تأكله إلا وقد برد، لكن من زيادة البطر، هذا لا أريده؛ لأنك أخرجته من قبل دقيقتين أريد واحداً حاراً، وبعد ذلك يبرد وآكله، حسناً هذا بارد كله من الآن قال: لا.

هل تدرون ما هو طعام الإخوان هناك؟ أكياس من العيش الناشف له عدة شهور تأتي عندهم فيطحنونه على الماء ثم يأكلونه.

تموت الأسد في الغابات جوعاً ولحم الضأن تأكله الكلاب

نرمي لحم الضأن للكلاب عندنا والأسود يموتون جوعاً، فإنا الله وإنا إليه راجعون!