للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المبالغة في طلب الكمال في الزوج]

أول خطأ وهذا موجود عند الفتيات قبل الزواج: المبالغة في طلب الكمال في الزوج الخاطب.

فتريد بعض النساء زوجاً مفصلاً على مقاساتها: تريد طوله كذا وكذا، وعرضه كذا وكذا، ولونه كذا وكذا، وراتبه كذا وكذا، ومرتبته كذا وكذا، إذا ما جاء خاطب تقول: لا يصلح لي، وما أفلح هذا الخاطب الأول، وجاء الثاني وما توفرت فيه الشروط، وجاء الثالث والرابع، وفاتها قطار الزواج وبلغت في سن الأربعين وأصبحت في حالة يرثى لها، وصارت تعلن في الجرائد ولا أحد يستجيب لها؛ لأسباب المبالغة.

إن الزوج رزق وقسمة ونصيب، إذا جاء فابحثي عن الأساس فيه وهو الدين (إذا أتاكم من ترضون -ماذا؟ - دينه وأمانته فزوجوه) تزوجي، أما أن تريدي شخصاً مفصلاً فيلزمك أن تذهبي إلى الورشة لإعطائهم مقاسات شخص من أجل المقاس، هذا غير وارد؛ لأنك أنت أيضاً يا من تطلبين الكمال لست كاملة، ولست أيضاً مفصلة على مقاس ذاك الذي سوف يأتي، ولكن هناك خطوط تقابل بين الرجل وبين المرأة، ويحصل بعد ذلك مع الحياة الزوجية ومع الاندماج والانسجام المعيشي يحصل استكمال بقية الأمور التي يحصل فيها نوع من الخلاف والنفرة، هذه النظرة تنشأ في أذهان بعض النساء لتأثرهن بالقصص الخيالية، ومشاهدة الأفلام والمسلسلات، والتي تصور الحياة الزوجية جنة خالية من المشاكل، وهذا وهم، فإن المشاكل شيءٌ طبيعي في حياة الأسرة، بل كما يقول أحد العلماء: المشكلة في حياة الأسرة مثل الملح في الطعام، هل تأكل طعاماً بدون ملح؟ لا.

ولذا تجد الرجل هو وزوجته مثل السمن والعسل لكن بعد ذلك تجدهم قد غضبوا قليلاً وقعدوا يومين وثلاثة وتراضوا، وصار للرضا بعد هذا الغضب طعم وفيه نوع من التجديد، لكن يجب أن يكون الملح على المقاس وليس كثيراً؛ لأن بعضهم حياته كلها ملح من يوم أن يتزوج إلى يوم يطلق، والبنت من يوم تذهب إلى أن تموت وهي ملح في ملح، لا.

فإذا كثر الملح في الطعام أفسده، وإذا قل أيضاً سمجت الأطعمة وسمجت الحياة.