ذكرتم في ليلة من الليالي في هذا المسجد أن الشيخ عبد العزيز بن باز أفتاكم بجواز تصوير المحاضرات بالفيديو، ويقول الأخ: إنه سأل الشيخ عبد العزيز بن باز فأخبر أنه لا يذكر أنه قال هذا الكلام فما توجيهكم؟
الجواب
صدق الأخ، أنا قلت هذا الكلام في محاضرة الشيخ أحمد القطان، قلته حينما أتي بالجهاز لتسجيل المحاضرة، وسمعت كأن بعض الإخوة يشعر بحرج من وجود الكاميرا في المسجد وتصوير المحاضرة، فذكرت أنني قابلت سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز أنا والشيخ عائض القرني، وكانت مقابلته في فصل الصيف في الطائف، وتناقشنا معه في أمور كثيرة متعلقة بالدعوة، وكان من ضمن هذه المسائل مسألة تصوير المحاضرات ونقلها في أشرطة الفيديو؛ لتكون بديلاً للناس في أجهزة الفيديو في بيوتهم لنقل الخير لهم؛ لأنه يحضر المحاضرة عدد محدود، لكن عندما تصور وتنقل يكون هذا فيه فضل كبير للناس، ومسألة التصوير وما يحصل فيها من إثم لعلها تكون ضرورة كما أبيحت ضرورة الحفيظة، فإن ضرورة الدعوة أعظم من أي ضرورة لنشر الخير، وللقضاء على الشر المتمثل في أشرطة الفيديو، وقد أفتى سماحته في ذلك اليوم بوجود الشيخ عائض القرني، فلما أخبروني الإخوان بأنهم كلموه فلم يتذكر هذا، اتصلت بسماحته وقلت له: يا شيخ عبد العزيز أتذكر أننا جئناك في الطائف أنا والشيخ عائض، وذكرته بالمجلس، فذكر المجلس وذكر كثيراً مما حدث فيه، لكني ذكرته بهذه القضية بالذات فقال: هذه لا أذكرها، حتى قال لي بنفس هذه الكلمات: والله يا محق لا أذكرها.
فضيلة الشيخ عبد العزيز بشر يجري عليه ما يجري على البشر، أما أنا والشيخ عائض فنحن شاهدان، لكنه عندما قال لي هذا الكلام قلت: إذاً سأسحب هذه الفتوى عنك، قال: نعم.
ولهذا من سمعها عني وأنا أنقلها عن الشيخ فهي لاغية عن الشيخ؛ لأن الشيخ لا يذكرها، أما كوني أعتقدها أنا أو غيري من العلماء فنحن نقولها بناءً على ما وصل إليه علمنا، فإن كنا مصيبين فالحمد لله، وإن كنا مخطئين فنستغفر الله عز وجل من كل ذنب وخطيئة.