فإن من الأسر من تتحطم على يد صديق للأب فاسد، يفسد هذا الرجل ذلك الصديق، ويذهب به في السهرات، ويقضي على وقته في الضياع واللعب، ثم يسمم فكره، ويضيع دينه، حتى يُكَرِّهه في بيته، ويُكَرِّهه في أولاده وفي بناته، ثم تتحطم الأسرة بأسباب ذلك الزميل السيئ.
وأيضاً: من الأسر من تتحطم بأسباب صديقة سيئة لامرأة في البيت، قد يكون الرجل صالحاً، والأولاد طيبين؛ لكن هذه المرأة جلست مع جارة خبيثة، قالت لها: كيف زوجك؟ قالت: طيب، قالت: أيعطيك شيئاً؟ أيعطيك ذهباً مثل زوجي، قالت: لا.
ما أعطاني شيئاً، قالت: أعوذ بالله منه، انظري زوجي كل مرة وهو يبدل لي، إذاً: لا خير فيكِ ولا خير فيه.
فرجعت المسكينة وهي ملغمة ضد زوجها، فبمجرد أن يدخل ويقول: السلام عليكم، تجيبه: وعليكم السلام، فيقول: أما تقولين: وعليكم السلام، حياك الله، كيف حالك؟ -إن شاء الله- ما تعبت اليوم؟! فتقول وهي زعلانة: وعليكم السلام فقط، فيقول: ماذا هناك؟ فتقول: ماذا هناك يا فَسْل؟ أنت ما منك مصلحة، فقط دوام ونقود، ما أهديت لي يوماً واحداً قطعة ذهب، ولا شيء، فلانة رأيتُ معها كذا، وفلانة معها كذا، وفلانة معها كذا، فيقول: الله أكبر عليك! ماذا بك؟ ما الذي حصل؟ ومباشرة يقول لها: والله لن أعطيك حتى حذاءً، فتقول: والله لتعطيني وإلا فلن أجلس، فيقول: والله لن أعطيك، سواءً جلست أم لم تجلسي.
فضربها، وطلقها، وأخرجها من البيت، كل هذا بسبب من؟ بسبب تلك الزميلة السيئة، فزميلة سيئة تدمر الأسرة.
تجلس إحداهن مع بعض النساء، فتكون إحدى هؤلاء النساء عفيفة شريفة طاهرة، ثم تسألها وتقول: أعندكم تليفون؟ فتقول: نعم.
أما تكلمين أحداً يفتح نفسك ويوسع صدرك؟ أنت مسكينة، أنت مقتولة، فقط جالسة هكذا؟ فتقول: أبداً، فتقول: لو صنعتُ لك شيئاً فإنك تنبسطي بالمرة، وبعض النساء جاهلة، لا تخاف من الله، وليس عندها خشية من الله، ولا عندها أيضاً حرص على عرضها، ولا عرض زوجها، ولا عرض أبيها، ولا عرض قبيلتها، فتذهب مباشرة وتعلم تلك المسكينة، وتقول: دعينا نكلم شخصاً الآن يكلمني دائماً، دعيني أدق عليه، فتدق وتكلمه، وتقول له: معنا ضيفة جديدة، تفضل، وتعطيه إياها، وهكذا تذهب تدق على التليفون ليلاً ونهاراً، حتى تضيع وتسقط في ميادين الضلال والفساد -والعياذ بالله- بسبب مَن؟ بسبب تلك المرأة السيئة.
وكم من ولدٍ سيئ يقع ضحية لسلوكيات صديقه، وكم من بنت كذلك.