للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم الكذب بحجة الضرورة]

السؤال

عندي مشكلة تسبب لي مصائب كثيرة، ولا يمكن أن تُحل إلا بتغيير الحقيقة قليلاً؟

الجواب

لا تغير الحقيقة، وكن صادقاًَ؛ لأننا نريد من الناس أن يربوا أنفسهم على الصدق، ولا نريد أن نجعل لهم فرصاً أو مجالات، ونقول: هذا قليل، لا.

بل خذ نفسك بقوة من أول الأمر، لا تكذب مرة واحدة، ولو كان فيها قطع رأسك، حتى تتحرَّى الصدق باستمرار، ويكتبك الله صِدِّيقاً، فإذا كتبك صِدِّيقاً، فما عليك من شيء، {فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ} [النساء:٦٩]، لكن يحتاج منك إلى تضحيات، ومعاناة ومقاساة شديدة، وترويض وتدريب للنفس عليها، درِّب نفسك من الآن، وإذا رأيتَ في نفسك أنك تكذب فمباشرةً صحِّح الوضع، وحاول أن تصدُق، حتى تصير بعدها -بإذن الله- صِدِّيقاً، فلا تكذب، ودعِ المشكلة تحصل لك، وتصير لك المصاعب الكثيرة؛ لكي يكتبك الله صِِدِّيقاً، أما أن تتخلص من المصاعب بالكذب، ويكتبك الله كذاباً فإنك تقع في المصاعب الكثيرة، وفي الآلام العظيمة.