[الواجب على الزوجة التي رفض زوجها إخراج التلفاز من المنزل]
السؤال
أرجو أن تجد لي حلاً لهذه المشكلة التي أعيشها، فأنا أحاول أن أخرج تلك النار المتقدة في بيتي، ألا وهو التلفاز، إلا أن زوجي رافض لهذه الفكرة، فأنا أعيش هماً وغماً فماذا أفعل؟
الجواب
أولاً نشكر هذه الأخت، ونتمنى أن يكون في بنات المسلمين من أمثالها كثير، والتي تشعر عن طريق إيمانها بربها وإدراكها لحقائق الحياة بخطر هذا الجهاز، فهو في الحقيقة نار تشتعل في البيوت، تفسد الدين وتفسد الأخلاق، ولا يغالط أحد نفسه ويقول: لا.
إن فيه خيراً، أنا أنظر فيه إلى البرامج الدينية! لا.
ما سمعنا أحداً اهتدى عن طريق التلفاز أبداً.
الذي سوف يهتدي سيهتدي عن طرق أخرى شرعية، بل من أدخله وكان يتمنى أن فيه خيراً أفسد عليه أهله؛ لأن ما ينشر فيه خاصة بعد وجود القنوات المتعددة، ووجود البث القريب من القنوات الموجودة من الدول المجاورة وإمكانية التقاطها، حتى لو أمكن التحفظ على الجهاز من حيث البث الإذاعي المحلي أو البث التلفزيوني المحلي لا يمكن التحكم في البث التلفزيوني الخارجي ولن تستطيع أن توقف بنفسك الجهاز بحيث تضعه على القنوات التي تريدها، وبالتالي وجود هذا الجهاز في البيوت هو شر، وأسلم طريق إخراجه، وإخراجه هو من مسئوليات الرجل، أما المرأة فإنه ليس بإمكانها إخراجه؛ لأن الرجل هو صاحب القوامة والسيطرة والهيمنة على البيت، ولكن بإمكانها عملية تحسين تشغيله، يعني: إذا قدرت على إقناع زوجها على إخراجه فهذا هو الحل الأمثل والحل الجذري من أجل الأولاد، لكن إذا لم تستطع فعليها أن يكون دورها دور دعوي في عملية إقناع الزوج في أن هذا الجهاز فيه شرور، وعلينا أن نحسن عملية تشغيله بحيث لا يشتغل إلا في الحق، فإذا جاء الباطل يجب أن تقول له: لا يصلح، وأكبر باطل موجود فيه المسلسلات؛ فهذه المسلسلات والأفلام من أخطر الأشياء على دين الإنسان، ويقع في الدرجة الثانية البرامج الكرتونية التي يقولون أنها للأطفال، الطفل إنسان جديد على الحياة يريد أن يفهم الحياة، وتقدم له الحياة على شكل معلومات كرتونية خاطئة في الجهاز الكرتوني، فيتصور الولد أن هذه الأشياء حقيقة وهو لا يدري أنها كراتين! ولهذا ينشأ في ذهنه تصورات خطيرة عن الحياة، وما أفسد الحياة في أوروبا إلا الأفلام الكرتونية، ويراد -أيضاً- إفساد أجيالنا عن طريق هذه الأفلام؛، فيترتب على هذه الأشياء تصورات في ذهن الطفل عن الحياة وعن الكون والحركة والثبات وعن الأشياء أنها غير حقيقية، وينشأ الطفل مخلخل في المعتقد وفي الفكر مخلخل في كل معلوماته، فلا نريد أفلاماً ولا مسلسلات ولا كراتين، إذاً ماذا يبقى فيه؟ يبقى فيه صلاة المغرب وصلاة العشاء ويبقى فيه الأخبار إن كانت مهمة، ويبقى فيه أشياء من البرامج العلمية القليلة لا مانع.
وبعدها نغلقه.
وإذا لم تستطيعي أن تغلقينه على الزوج فليكن أقل من إقفاله على الأولاد وعلى نفسك، ولست ملزمة أن تجلسي في الغرفة التي فيها هذا الشيء، اذهبي في غرفة أخرى وتذرعي بأنك مشغولة حتى يمر هذا الفيلم، وتبدئي الدعاء ومعالجة الزوج بنوع من الحكمة؛ لأن الوقوف في وجه الزوج بالعنف والشدة قد لا تفيد، فعالجيه بحكمة وأقنعيه بأسلوب حتى يتمكن من إخراجه بإذن الله عز وجل.
أنا ذكرت حينما قلت فقه السنة أن هناك بعض الملاحظات على الكتاب، ولكن وجود الخطأ في أي كتاب لا يعني إلغاء الكتاب كله، ومن فضل الله عز وجل أن الله وفق أحد العلماء وعلق عليه وأشار إلى بعض الأخطاء الموجودة فيه، فله أخطاء فيما يتعلق بحلق اللحية وما يتعلق بالأغاني وبكشف الوجه؛ لأن الشيخ السيد سابق ألف الكتاب في مجتمع مسلم وكان المجتمع فيه نوع من التحلل فأخذ ببعض الأقوال الشاذة، لكن الصحيح في الكتاب الذي فيه التعليق واسمه تمام المنة في الرد على كتاب فقه السنة، بين فيه المؤلف الأخطاء التي وردت في الكتاب وصححها، فإذا أخذ هذا الكتاب مع كتاب فقه السنة يصبح الكتاب من أعظم ما يمكن إن شاء الله تعالى.