الدليل السابع: أن في ذلك تشبهاً باليهود والنصارى، فهم يحتفلون بعيد الميلاد في كل حياتهم، حتى مواليدهم الصغار، إذا ولد له ولد مثلاً في يوم (٨/ ربيع الأول) بعد سنة كاملة يقيم حفلاً، وبعض الإمعات والجهلة من المسلمين الذي يظنون أنهم متطورون -وهم في الحقيقة متثورون- إذا جاء له ولد وبعد سنة قال: اليوم عندنا وليمة، ماذا عندك؟ قال: نطفئ الشمعة الأولى من عمر فلان المديد.
اليهود والنصارى يعتقدون أنك إذا ما احتفلت بعيد ميلاد ولدك هذا فإنه قد يموت، فأنت كل سنة يمر عليك تقيم له حفلاً، وتدعو الناس، وتطفئ شمعة وتشعل شمعة جديدة، وإطفاء الشمعات وإشعالها هذا ليس منك، والأعمار بيد الله، والله تبارك وتعالى هو الذي يقضي بالليل والنهار على عباده، ولا راد لأمره تبارك وتعالى، ولا معقب لحكمه، وهذه بدعة نصرانية مردودة.
فلا ينبغي للمسلم أن يكون ذيلاً لهم، وإذا علم أن هذه الوليمة أو هذا العشاء بمناسبة مرور ثلاث أو خمس أو ست سنوات على زواج فلان، أو على ميلاد فلان، يرفضه ويقول: لا أحضر إلى بدعة ليس عليها دليل من النبي صلى الله عليه وسلم.
والتشبه باليهود والنصارى محرم بدليل الحديث الذي رواه الإمام الترمذي في السنن وهو صحيح، قال عليه الصلاة والسلام:(لا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى، فإنه ليس منا من تشبه بغيرنا) وفي حديث آخر، قال عليه الصلاة والسلام:(من تشبه بقوم فهو منهم) والتشبه أن تعمل أعمالهم.
لا يا أخي كن إنساناً استقلالياً، لا تكن تبعياً، كن إنساناً بارزاً لك قدوة وأسوة في رسول الله صلى الله عليه وسلم:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً}[الأحزاب:٢١].