لما في الصحيحين، يقول عليه الصلاة والسلام:(من حج فلم يرفث أو يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه) ترجع مخلوقاً جديداً ليس عليك ذنباً واحداً، لكن بشرط: ألا ترفث ولا تفسق، والرفث: هو الجماع ودواعيه من التقبيل والملاعبة وغيرها، والفسوق: هو المعاصي بجميع أشكالها، كبيرها وصغيرها، دقيقها وجليلها.
وأيضاً يقول عليه الصلاة والسلام والحديث في صحيح البخاري:(العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاءٌ إلا الجنة) فالعمرة والحج مكفر من مكفرات الذنوب.
ولذا يا أخي في الله! يا من أكرمك الله بأن تعيش في مكة! لا ينبغي لك أن تفوتك حجة واحدة، وأكثر من العمرات، إذا أصبح رأسك أسود مثل الحمة فاخرج إلى أدنى الحل وأحرم وادخل مكة وخذ عمرة؛ فإن العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، أما الحج فلا يكلفك شيئاًَ، يأتون من أقاصي الأرض، وأنت هنا فقط تذهب عرفات وترجع، وبإمكانك أن تجلس كل الأيام في منى في بيتك، وتأتي فقط لتنام ليالي التشريق، وترمي الجمرات، ولو رميت في الليل.
يعني: عمل الحج بالنسبة لأهل مكة سهل، وعليهم أن يحجوا ويخرجوا من ذنوبهم كيوم ولدتهم أمهاتهم.