ما رأيكم في بعض المدارس التي لا تأمر الطلاب بالصلاة في المدرسة فهل على المدير أو المدرسين مسئولية في هذا، رغم أن المدرسين في هذه المدرسة يشهد لهم بالخير؟
الجواب
نعم عليهم مسئولية، ومن أعظم الوسائل التربوية التي نربي بها أبناءنا في المدارس أن نعلمهم الصلاة، ولا ينبغي لمدير يتقي الله، ولا لمدرسين يخشون الله؛ أن يمر وقت الصلاة في المدرسة دون أن يصلي الطلاب؛ لأنها جزء من التربية العقدية، صحيح أن في خروج الطلاب ووضوءهم كلفة لكنها كلفة في حقها، لماذا لا نشعر بهذه الكلفة في حصة الرياضة، وهي حصتان في الأسبوع ولها مدرس، ويقوم الطلاب بتبديل ملابسهم وهناك موجهون يراجعون؟ أما الصلاة عمود الإسلام، وفرق ما بين المسلم والكافر، فيأتي الشيطان عند المدير ويقول: ما عندك ماء، كيف يصلون بغير وضوء؟ لا.
والله لو أدفع من راتبي نصفه ثمن ما يتوضأ به الطلاب، لست خسراناً؛ لأنه ما من طالب يتوضأ بهذا ويصلي إلا وأجره لي دون أن ينقص من أجره شيئاً.
وإذا كنت لا أستطيع أنا وأنا المدير بمفردي أقوم مباشرة مع المدرسين بالتبرع، ونعمل صندوقاً خيرياً للصلاة في المدرسة، بينما والحمد لله عند المدارس إمكانيات عن طريق إدارة التعليم التي تؤمن ذلك، وإذا لم تتوفر الإمكانية نذهب للمحسنين ونقول: أعطونا ليصلي أبناءنا، ونقول للآباء كذلك، المهم نسلك كل سبيل في سبيل إقامة الصلاة في المسجد، ولا يجوز للمسلم مديراً أو مدرساً أن يصرف الطلاب ولم يصلوا؛ لأن بعض المدرسين يضغطون البرنامج حتى ينتهي عند السادسة مع الأذان، ثم يقول: كلٌ يصلي في بيته، فتضيع الصلاة بين البيت والمدرسة، ويذهب الطالب إلى البيت ويقول: صلينا، وهو لم يصل، أو صلينا في الطريق، وإن أتى يصلي، فيصلي متأخراً، لكن صلاة الجماعة في المدرسة تعكس اهتمام المدير بالصلاة، وتغرس في ذهن الطالب وقلبه حب الصلاة وأهمية الصلاة، ثم ملاحظة الأخطاء، وضبط الطلاب بكلمة قبل الصلاة، وكلمة بعد الصلاة، وتوجيه الطلاب، هذا كله من أساسيات التعليم، وكل تعليم ليس فيه صلاة فهو فوضى، لا بارك الله في تعليم يتم في مدرسة وليس فيها صلاة؛ لأن الصلاة هي الثمرة، فما الفائدة من يوم دراسي كامل من الصباح إلى الظهر ثم نضيع الثمرة، مثل هذه الشجرة الطويلة التي ليس فيها ثمرة، لو متّ جوعاً ليس فيها إلا مثل البعر -هذا شجر البلدية- ما فيه ثمرة، هل فيه فائدة؟ علم بلا عمل كشجر بلا ثمر.