إن الزوجة الصالحة -أيها الإخوة- من أعظم أسباب السعادة في الدنيا، والله سبحانه وتعالى قد جعلها آية من آياته الدالة على قدرته وعظمته، فقال في كتابه الكريم:{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}[الروم:٢١]، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:(الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة) وهذا واقع -أيها الإخوة- فإن الله عز وجل إذا وفق الرجل إلى زوجة صالحة فإنها تجعل حياته كلها في سعادة، حتى ولو كان فقيراً، وحتى لو كان مريضاً، ولو افتقد كثيراً من مقومات الحياة فإن هذه الزوجة تستطيع أن تعوضه عن كل شيء، لكن ليس مع فقدان الزوجة الصالحة عوض، ولو امتلك الإنسان الملايين واحتل أعلى المناصب، وسكن أرفع العمارات وحياته كلها جيدة لكن امرأته ليست صالحة، فإن هذه المرأة تحول حياته كلها إلى جحيم، ولهذا قال بعض أهل العلم في قول الله عز وجل:{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}[البقرة:٢٠١] قالوا: حسنة الدنيا المرأة الصالحة، وحسنة الآخرة الجنة.
فالمرأة الصالحة من أعظم أسباب السعادة التي يعيش فيها الإنسان في هذه الحياة، ولذا عني الإسلام بتربيتها وتوجيهها وتأهيلها لأن تكون زوجة صالحة، وجعل هذا من مسئوليات الآباء ومن مسئوليات الأمهات، ولكن في ظل غياب التربية الإسلامية سواء في البيوت أو في المدارس ربما تقع بعض الأخطاء من بعض الزوجات لا بد من معرفتها حتى لا ينهدم عش الزوجية وتتحطم الأسرة ويتشتت شملها ويضيع أفرادها، وقد قلت هذا الكلام منذ سنوات، واقترحته على بعض المسئولين: ألا يعقد لرجلٍ على امرأة في زواجٍ إلا بعد أن يحضر دورةً تدريبيةً في الحياة الزوجية، دورة للرجال، ودورة للنساء، كيف يتعامل الرجل مع الزوجة؟ وما هي حقوق الزوجة؟ وأيضاً دورة للبنت كيف تتعامل مع الزوج؟ وبعد أن يجتازوا الدورة بنجاح ترسل الشهادات إلى المحكمة من أجل عقد النكاح، وذلك لتلافي الفشل الذريع الذي نلاحظه هذه الأيام في كثير من الزوجات، وقد ارتفعت نسبة الطلاق في كثيرٍ من المدن، حتى أخبرني من أثق فيه أنها تصل في بعض المدن إلى (٧٠%)، يعني من كل مائة حالة زواج سبعون حالة تنتهي بالطلاق وثلاثون تنجح، هذا يدل على أن هناك خللاً.