ثم الباب الثالث والجارحة الثانية: حاسب عينك:- أين تنظر عينك؟! هل تنظر في كتاب الله؟! هل تنظر في ملكوت الله؟! أم أنها تنظر فيما حرم الله؟! تنظر إلى النساء الحرام؟! (من ملأ عينيه من الحرام ملأهما الله من جمر جهنم).
أم أنك تنظر إلى ما متع الله به الناس من نعم، فتنظر إلى هذا الذي معه سيارة أو معه وظيفة أو معه عمارة فتحسده؟! أم تنظر إلى الآخرين بعين الازدراء والاحتقار، بينما ترى نفسك في الأعلى؛ لأنك منفوخ بنفخة الكبرياء؟! يأتي إبليس فيضع فيه الكبر وينفخه، فيرى نفسه كبيراً وهو منفوخ، هو في الأصل مثل (البالونة) التي ليس فيها هواء، ترونها صغيرة؛ لكن إذا نُفِخَت كبرت.
فهذا المنتفخ بماله: المال ليس لك، هو مال الله ساقه إليك من حيث لا تدري.
والمنتفخ بصحته وعافيته: العافية ليست منك، الله هو الذي أعطاك العافية.
والمنتفخ برتبته ومنصبه: المنصب ليس منك، الله الذي رفعك.
تنتفخ لماذا؟! لماذا تتعالى على الناس؟! لماذا تنظر إلى الناس أنك أعظم منهم، وأحسن منهم؟! (مَن تواضع لله رفعه، ومن تعاظم وتكبر على الله وضعه) فإذا أردت العزة والرفعة فتواضع، وإذا أردت الذلة فتكبر، والعياذ بالله!