هل يجوز تقبيل رأس الوالدة يومياً في الصباح والمساء وعند العودة من الدوام؟
الجواب
هذا يا أخي من البر، فإذا قمت في الصباح وقبلت رأس والدتك أو يدها وذهبت إلى الدوام ورجعت من الدوام وقبلت رأسها ويدها، ورجعت في الليل وقبلت رأسها وودعتها، ودعت لك أمك أو دعا لك أبوك هذا من البر؛ لأن أفضل من أسدى لك جميلاً بعد الله عز وجل هما الوالدان؛ ولهذا يقول الله تعالى:{أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ}[لقمان:١٤] وقرَن عبادته بطاعتهم فقال جل ذكره: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً}[النساء:٣٦] ومن لا يشكر لوالديه لا يشكر لله عز وجل، فأعظم الناس نعمة عليك هما والداك، فعليك أن تعرف قدرهم وأن تبرهم، وأن تأتي إليهم في الصباح وتقبل الوالدة أو الوالد، وتسلم على يده ورأسه، وتقول: أي خدمات يا أبت؟ ادع الله لي بالتوفيق، إذا قال لك أبوك: وفقك الله، نور الله قلبك، يسر الله أمرك، فهي نعمة عظيمة.
لكن بعض الأولاد لا يتصرف تصرفات حسنه؛ لأنه يعرف أن أباه لا يريدها أصلاً! لماذا؟ يقول: لأني أخاف أن أقول له فيصرخ، يقول: فأذهب من دون استئذان! إذا صرخ فهو أصلح لك من عدم استئذانك، قد تكون تريد أن تسافر أو تذهب عمرة أو أي رحلة فتقول: أذهب وأعلم أبي بعد ذلك، لأضع أبي أمام الأمر الواقع.
هذا ليس صحيحاً، فأبوك إذا سأل: أين ذهب؟ قالوا: ذهب، قال: الله يجعلها في وجهه، حينها جاءتك قنبلة من السماء؛ لأن دعوة الوالد على ولده لا ترجع لا وفقه الله، ولا تقبل منه ما فائدته! لكن تعال إلى أبيك وقل: يا أبت: أريد أن أذهب عمرة، فإذا قال: امش، وفقك الله، دعوة طيبة، وإذا قال: لا.
اجلس، فأنت بنيتك يكتب الله لك عمرة ولو أنت قاعد في البيت، لماذا؟ لأن الذي منعك طاعة الله ثم والداك.