للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مدى صحة النشرات التي توزع بين المسلمين]

السؤال

يتناقل الناس في هذه الأيام عن نشرة تحمل رسماً لجنازة التف حولها ثعبان على رجل تارك للصلاة، وقد ذكر لنا أنك يا فضيلة الشيخ! قد حدثت عن واقعة وقفت عليها في الأردن، نأمل توضيح تلك الواقعة والتعليق على هذه النشرة، وأضيف -أيها الشيخ- أن هناك بعض الأوراق -أيضاً- تنشر بين الناس كالتي تسمى بورقة حامل مفتاح الحرم وما أشبه ذلك، فما تعليقكم على ذلك وفقكم الله؟

الجواب

أما النشرة التي فيها صورة بالكاريكاتير لجنازة عليها ثعبان هذه صورة رسم يد، وهي باطلة ولا تجوز، وقد سألنا عن صحة الخبر الذي ذكر أنه في البقيع في المدينة وعرف أن الكلام لا أساس له، وأن القصة مختلقة ومكذوبة.

أما ما ذكر عني من قصتي التي حصلت في الأردن فهذه القصة نقلها لنا الثقة والذي أخبرنا بها شاهد عيان رآها بعينه، وهو ثقةٌ لا نظن به كذباً، وهو المهندس علي بن غرم الشهري، كان طالباً في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الظهران، وجاءنا في أبها يتدرب أثناء الصيف، وهو متخصص في الحاسب الآلي، واشتغل معنا في شركة كهرباء الجنوب، وعرفنا منه الجدية والحماس للدين والدعوة، وهو رجل داعية نشيط، يعيش كل وقته لله وللإسلام، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً، وأخبرنا أن القصة وقعت في الزرقاء في الأردن وهو موجود، وأنه رأى الثعبان الذي وجدوه في القبر عندما حفروه، وذهبوا إلى الشيخ وكان موجوداً معهم في المسجد، قال الشيخ: احفروا قبراً آخر، فحفروا قبراً آخر، فخرج لهم الثعبان نفسه من المكان الثاني، فأرادوا أن يقتلوه فقال الشيخ: ما دام أنه خرج معناه أنه ليس حنشاً، فأخرجوه ودفنوا هذا الولد، وهو شاب داست عليه سيارة، ووضع في القبر، وعندما وضعوه في القبر؛ تحرك الثعبان ودخل عليه في القبر، ولم يستطيعوا أن يفعلوا شيئاً، ثم ذهبوا إلى بيت العزاء ووجدوا الوالد، فأخبروه فقال: كان لا يصلي، وكان يشرب الخمر، والعياذ بالله.

هذه القصة منقولة بالسند الثقة الذي لا مطعن فيه، وقلت هذا الكلام بعدما أخبرنا به الشيخ علي، وقلت له: أننقل عنك؟ قال: انقلوا عني، قلت هذه الكلمة في مسجد من مساجد قرى مدينة أبها، وسجلت، وانتشر الشريط في عقوبة تارك الصلاة، ثم جاءت مكالمات من بعض المشايخ، فتثبت أكثر، واتصلت بالأخ علي قال: نعم.

انقل عني وعلى ذمتي، بعد ذلك أردت التثبت من ذلك، وهل هذا ممكن من الناحية العقدية، فقرأت كلاماً لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله عليه في موضعين من الفتاوى، وقد سئل: هل يمكن أن يرى الناس في عالم المشاهدة شيئاً مما يحدث في القبور من نعيمٍ أو عذاب؟ قال: نعم.

وقد حدث هذا كثيراً.

وهناك قصة لـ ابن عمر رضي الله عنه نقلها عنه ابن رجب الحنبلي في كتابه أهوال القبور أنه رأى رجلاً يطلع من قبرٍ والنار تشتعل من رأسه.

ونقل ابن القيم قصصاً كثيرة من هذا النمط.

فلا مانع من ناحية المعتقد، المهم أن يثبت الخبر بالنقل عن الثقة، فقصة الزرقاء هذه على مسئولية ناقلها وهو المهندس علي بن غرم الشهري.

أما قصة المدينة فيقولون أنها: ليست صحيحة ولا لها سند ثابت.

وأما النشرة الثانية نشرة حامل مفتاح الهجرة النبوية نزيل المدينة الشيخ أحمد الذي يقول أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم وأنه قال أنه خجلان من ربه عندما يموت في كل يوم سبعين ألفاً على غير الإسلام، فهذه نشرة باطلة مكذوبة، قد صرح العلماء بأنها مختلقة وأنها خرافة، وممن صرح في ذلك سماحة الوالد الشيخ عبد العزيز بن باز رحمة الله تعالى عليه، فله رسالة في الرد على هذه الفرية، قال: إنها تظهر من زمان، من حوالي أربعين أو خمسين سنة ونحن نسمعها، وكلما ماتت قام شخص وطبعها ثلاثين مرة ووزعها، الذي يوزعها يأتيه شيء، والذي لا يوزعها تصيبه مصيبة.

وهناك نشرة ثالثة، نشرة السيدة زينب البنت التي عمرها ستة عشر سنة، التي أصيبت بالسرطان ورأت السيدة زينب في المنام فقالت لها: قولي هذه الكلمات، وانشريها على ثلاثة عشر شخص، وإذا لم تنشرها تحدث لك مصيبة.

هذه وأمثالها من النشرات الخرافية التي يروجها أعداء الإسلام بين الفينة والأخرى من أجل إظهار أن هذا الدين دين خرافة؛ لأنه إذا لم يوزعها ولم يحصل له شيء قال: والله إنها ليست صحيحة، إذاً الدين كله ليس صحيحاً.

الدين من عند الله، والدين قال الله قال رسوله، وليس الدين من الرؤى والأحلام، ومن الخرافات والخزعبلات، فإذا رأيت مثل هذه فواجبك أن تأخذها وأن تمزقها وترميها، أما أن تنشرها وتساعد على ترويجها فهذا حرام.