للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[العبادة الصحيحة سبب لتحصيل السعادة]

السؤال

دعوت أحدهم للالتزام وداوم على الصلاة والأعمال الصالحة ولله الحمد، ولكنه بعد أيام يقول لي: لم أجد السعادة المذكورة في الطاعة، فما الرد على ذلك؟

الجواب

الرد عليه أنه لم يمارس السعادة الحقيقية، مارسها صورة، والصورة لا تغني عن الحقيقة شيئاً، مثال ذلك: إذا كان عندك صورة لسيارة -مجرد صورة فقط- فهل تستطيع أن تركب فيها؟ كذلك الصلاة إن كنت أديت الصلاة مجرد صورة: قيام وقعود وركوع وسجود، لم تنفع ولم تدخل السعادة عليك، وإن كنت أديت الصلاة بخشوع، وخضوع وحضور قلب، وبتلذذ وبمناجاة، حينها ستجد السعادة، فالعبادة لها صورة ولها حقيقة، حقيقتها الخشوع وحضور القلب، صورتها القيام والقعود، إذا كان معك خمسمائة ريال وذهبت وصورتها بآلة التصوير، فأخرجت لك خمسمائة مثلها، صورة طبق الأصل، الرقم والفئة والتوقيع، خذ هذه الصورة واذهب بها إلى عند بائع البصل واشتر بها حزمة بصل، تقول للبائع: تفضل هذه خمسمائة، ماذا يصنع عندما يراها؟ فإنه لا يقلبها منك وقد يرميها في وجهك، لكن أخرج خمسمائة حقيقية، واشتر بها بصلاً أو غيره، فإنه سيقوم بإرجاع الباقي منها، فأنت -يا أخي- يا من اهتديت والتزمت، أنت الآن تصلي مدة شهرين أو ثلاثة ولم تجد طعم العبادة ولا لذتها ولم تجد السعادة، نقول لك: إلى الآن لم تؤدِ العبادة على حقيقتها إذا أديتها على حقيقتها فإنك سوف تشعر بالسعادة.