متى تنتهي مهمة الآباء تجاه الأبناء نحو إرشادهم وتوجيههم؟ هل تنتهي بعمرٍ معين، أم ماذا؟
الجواب
لا تنتهي المسئولية حتى تموت، ولكنها تتدرج، يقول أحد المربين: داعب ولدك سبعاً، وأدبه سبعاً -من سبع إلى الرابعة عشرة شد عليه- وآخه سبعاً، من الرابعة عشرة إلى واحد وعشرين آخه، أي: عامله معاملة الإخوة، وبعد واحد وعشرين راقبه، فما بقي من عمرك.
وأما الوصية التي يقولها بعض الناس: ثم ألقِ له الحبل على الغارب! فهي غير صحيحة، فهو ليس حماراً تلقي حبله على غاربه.
وإنما: وراقبه ما بقي.
ما بقي من العمر بعد الواحد والعشرين راقبه ووجهه وادع له، ولكن عليك أن تراعي مشاعره؛ لأنه رجل، وأكرمه إذا رأيت منه جوانب حسنة، وأيضاً اغضب عليه إذا رأيت منه جوانب نقص، فيراه في وجهك، ومن يوم أن يرى أنه قصر أشعره بالصدود عنه قليلاً؛ لأنه يحس.
أراك يا أبي غضبان نعم غضبان، لماذا لم تصلِّ اليوم في المسجد؟ لكن إذا صلى معك الفجر، ولقيته: السلام عليكم! الله يوفقك ويحفظك والله يا ولدي أنا راحتي عندما أراك تصلي معي، وأنت تعلم أن صلاتك لك، لكن أريد لك الخير، أنت قطعة مني؛ لكن بعض الناس عنيف مع أولاده، إذا جاء ليوقظ ابنه من النوم، قال: قم قم قم الله يجعلها في وجهك يا حمار! ويركله في رجله، ويضربه في رأسه، بالله كيف يصلي هذا؟! يصلي وهو حمار، يصلي وأنت تدعو عليه أن الله لا يوفقه، فهذا إذا قام يصلي يروح في الحمام ويمكث ساعة حتى ترجع من المسجد وهو لا زال في الحمام، ولا يخرج، يقعد في الباب ويقول: صليت، لكنك إذا جئت توقظه: فلان! فلان! الله يهديك الله يرزقك الله يحفظك قم الله يوفقك، فينشط حتى ولو كان كسلان.