للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[نصيحة للنساء اللاتي يحضرن المحاضرات]

السؤال

فتاة تقول: لو سمحت -جزاك الله خيراً- في إبداء النصح للمستمعات من الأخوات الحاضرات من ناحية رفع الصوت والكلام أثناء المحاضرة، ناسيات بذلك أو متناسيات أو متجاهلات أن ذلك يحبط العمل وهن لا يشعرن، بالإضافة إلى التشويش على الحاضرات جزاك الله خيراً.

الجواب

قد كنتُ أتصور أن مشكلة النساء وكلام النساء، وكيف حالكِ؟ وهل أنتِ بخير؟ وكم لديكِ من أولاد؟ وكنا نريد أن نأتي إلى عمارتكم، وهل معكم سيارة؟ وأين يعمل زوجك؟ وغير ذلك، كنت أتصور أن هذا عندنا في الجنوب فقط، ولكن تبين أن ذلك موجود حتى عندكم في الرياض؛ وطبع النساء واحد، ولا حول ولا قوة إلا بالله! أهل الإيمان يبكون في حِلَق الذكر من خشية الرحمن، وهي جالسة تتكلم مع زميلتها، لم تعلم أين الجنة ولا أين النار، وتطلب من زوجها، وتقول: أوصلنا نحضر الذكر، فتخرج من هنا بالإثم والغضب من الله؛ لأنها معرضة عن الله، تجد العالم ينقطع صوتُه ويَبُحُّ نحرُه، وهو يحذِّر وينذِر، ويرغِّب ويرهِّب، وتجدها تتكلم، وإذا خرج زوجها من المسجد فقال: ماذا عرفتِ؟ قالت: ذكره الله بالخير، لم يدع وادياً إلا أوصلنا إليه، ذكره الله بالخير، وإذا قال: وما عرفتِ؟ قالت: لستُ أدري، كلام الواجب، ما دريتُ أين أوله ولا أين آخره.

وذلك لأنها كانت تتكلم فما درت عن شيء؛ وإذا رأت امرأةٌ أمراةً أخرى لأول مرة منذ سنة أو سنتين أو ربما لا تعرفها، فإنها تسألها مجرد أن تدخل: أين بيتكم؟ وهي لا تعرفها، فتقول لها: بيتنا في حي كذا، فتقول: البيت لكم، أم هو مستأجر؟ وإذا قالت: بل مستأجر، قالت: أرجو أن يكون واسعاً، يحتوي على غرف أربع أو خمس، وهل معكم سيارة؟ وأين وظيفة زوجك؟ وهل عندك أولاد؟ وكم هم؟ وهل الأول في المدرسة؟ وكم سِنُّه؟ وكيف هي ابنتكم؟ وتظل في الحديث إلى الساعة الثامنة والنصف، وتخرج وقد توِّجت بغضب الله.

وليتها ما حضرت -والعياذ بالله-.

إن المؤمنة ينبغي لها إذا جاءت إلى المساجد أن تلتزم بآداب الإسلام: أولاًَ: ألا تلبس من الثياب جميلاً، فلا تخرج إلى المسجد كما تخرج إلى معرض الأزياء، لا.

بل تلبس البذل من الثياب والرديء.

ثانياً: ألا تتطيب؛ لأن شم الريح منها يفتن، وإذا خرجت فشم الرجال ريحها فهي زانية.

ثالثاً: أن تحتجب بالحجاب الشرعي الكامل، فلا يبدو منها شعرة ولا ظفر، وجهها ويداها وقدماها وجسمها بالكامل.

رابعاً: أن تدخل المسجد خاشعة خاضعة، لا ترفع صوتها، ولا تنظر إلى أحد.

خامساً: أن تجلس في مصلاها، وتستقبل القبلة، ولا ترد كلمة على أحد، وحتى التي تسلم عليها تقول لها: لا كلام الآن، اسمعي الواعظ أو الشيخ، إلى أن تنتهي الحلقة.

ثم تخرج -إن شاء الله- وقد استفادت.

أما أن تأتي لتتكلم فليتها ما حضرت، لا حول ولا قوة إلا بالله!