للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أهمية التحلي بالآداب الإسلامية والأخلاق الحسنة]

هناك أيضاً -أيها الإخوة- أشياء مكملات للعبادات وهي: الأخلاق والآداب التي يطلب من المسلم أن يتحلى بها.

فالمسلم مأمور بأن يكون على خلق، والرسول صلى الله عليه وسلم كان ذا خلق عظيم حتى استحق الشهادة الإلهية بأن يقول الله له: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم:٤] وكان من ضمن مهمات بعثته صلى الله عليه وسلم تتميم مكارم الأخلاق، والحديث في صحيح البخاري، يقول عليه الصلاة والسلام: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) ومكارم الأخلاق هي المعنى الحقيقي للبر، والحديث في صحيح البخاري -أيضاً- يقول عليه الصلاة والسلام: (البر حسن الخلق) البر الحقيقي هو: حسن الخلق.

وأيضاً حسن الخلق ينزل الإنسان منازل رفيعة في الآخرة، يقول عليه الصلاة والسلام -والحديث في صحيح البخاري -: (إن أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً) فكلما كنت ذا خلق حسن كنت ذا رفعة في الدنيا وذا رفعة في الآخرة.

ما هي الأخلاق؟ هي هيئات راسخة في النفس، وملكات ثابتة تكتسب بالتربية، إما التربية الحسنة فتكون أخلاقاً حسنة، أو التربية السيئة فتكون -والعياذ بالله- أخلاقاً سيئة.

وما تعريفها؟ يقول الإمام الشافعي رحمه الله:

أحب مكارم الأخلاق جهدي وأكره أن أعيب وأن أعابا

وأصفح عن سباب الناس حلماً وشر الناس من يهوى السبابا

ومن هاب الرجال تهيبوه ومن حقر الرجال فلن يهابا