يقول الله عز وجل:{فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى * يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْأِنْسَانُ مَا سَعَى}[النازعات:٣٤ - ٣٥] يوم القيامة يتذكر الإنسان ما سعى لا ما قال أو ترك، ما سعى، يعني: ما قدم: {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى * فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى * يَسْأَلونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا * فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا * إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا * إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا * كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا}[النازعات:٣٦ - ٤٦].
وسميت الطامة؛ لأنها تطم، والطم هو الغلبة والعلو، طم الشيء يعني غلبه وغطاه، فهي من أهوالها تطم القلوب والخلائق ويغلب عليهم هذا الأمر.
قال الحسن: الطامة هي النفخة الثانية.
وقال عكرمة: الصاخة هي النفخة الأولى.
وكل على حق، النفخة الأولى تصخ؛ لأنها قوية، والنفخة الثانية تبعث فتطم القلوب بأهوالها.
وأسماء القيامة أسماء مرهبة مرعبة للدلالة على عظمتها وضخامة الأحداث التي سوف تكون في هذا اليوم، حتى تنتبه القلوب، وترتعد النفوس، وتصلح التصرفات في هذه الدنيا، فلا يفاجأ الإنسان بيوم القيامة، وينبأ بأعمال وإذا بها فاسدة، ويطلب الرجعة ولكن لا يرجع، كما قال ربنا تبارك وتعالى عن أهل النار، {يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ}[الحاقة:٢٥ - ٢٩] لا ينفع التلوم ولا التحسر هنالك.