للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[البصر نعمة قد يسلبها الله منك]

لا تنظر فيما حرم الله، فالله عز وجل قادر على أن يطمس بصرك، يقول الله: {وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ} [يس:٦٦] ومن عاث بالدنيا هنا ببصره فيما حرم الله أعمى الله قلبه في الدنيا والآخرة، وحشره يوم القيامة أعمى، كما قال عز وجل: {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً} [الإسراء:٧٢] أعمى: ليس أعمى البصر، لكن أعمى عن الدين، لا ينظر إلى القرآن ولا يرى إلا الحرام.

ويقول عز وجل: {وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} [طه:١٢٤ - ١٢٦] نسيتها وتعاميت عنها، وكذلك اليوم تنسى وتعمى وتؤمر بالسير على الصراط وأنت أعمى، وتدخل النار أعمى، قال الله عز وجل: (وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً} [الإسراء:٩٧].

بالله الذي لا إله إلا هو أسألك بالله يا أخي، يا مؤمناً! هل بقي لك مبرر أن تنظر في الحرام، وتشاهد الأفلام، وتخرج إلى الأسواق والمعارض وتنظر أعراض المسلمين، تحرق قلبك تذهب إيمانك تغضب ربك تطمس بصيرتك؟ كلما نوَّر الله قلبك بقليل صلاة ذهبت لتطمسها بعشر ساعات في الحرام، ولهذا يقول كثير من الناس: ما بالنا نصلي ونصوم ولا نتعظ، وقلوبنا قاسية؟! لا تنفعك صلاة عشر دقائق، وأنت جالس خمس ساعات أمام الفيلم والمسلسل، ترى النساء، وترى الحرام، ماذا تنفعك لحظات تقضيها مع الله تهدمها وتمسخها بساعات تقضيها في الأسواق تنظر إلى الحرام بعينك؟ ما هذا؟ لا بد من حماية مع البناء، تبني صلاة وصياماً وتقوى وأيضاً تحمي من الهدم، تحمي من المعاصي، هذه العين فقط: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة:٤٤] احكم بما أنزل الله في عينك وعلى هذا قس.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.