١/ صورة من شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه، ومعه أضواء من الله يسير بها، والناس في الظلمات وهو في أضواء الإيمان، يرى بها كل دقيق، ولهذا إذا وقع هذا الضوء على المعصية انعكس هذا الضوء وصور له هذه المعصية في المخ أنها معصية، وإن كانت دقيقة فإنه يراها كالجبل؛ فهي تغضب الله، لماذا؟ لأن الأضواء عنده قوية، والأضواء لديه كاشفة، يرى بها المعاصي فيبتعد عنها هذا المؤمن -جعلنا الله وإياكم منهم-.
يقول ابن القيم متحدثاً عن ابن تيمية: كنا إذا ضاقت بنا الدنيا ونحن في دمشق ذهبنا لزيارته في السجن في القلعة، فوالله ما هو إلا أن نراه حتى يُسرى عنا.
ويقول: عندما ننظر إليه تنشرح صدورنا وهو المسجون ونحن طلقاء!! ثم يقول: وكان يقول لنا: المسجون من سجنه هواه، والمأسور من أسر عن مولاه.
ويقول: ما يصنع أعدائي بي أنا جنتي وبستاني في صدري، إن سجني خلوة، وإن ترحيلي سياحة، وإن قتلي شهادة، فما يصنع بي أعدائي.
هل عندهم أكثر من القتل والموت والسجن والترحيل؟! ويقول: مساكين أهل هذه الدنيا؛ جاءوا إليها وخرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها! قيل: وما أطيب ما فيها؟ قال: التلذذ بعبادة الله.
ويقول الآخر: والله لو يعلم أهل الجاه والمال والسلطان ما نحن عليه من السعادة لجالدونا عليها بالسيوف!