فلا نعمل كما يعمل الفسقة ممن يصلون الفرض ويدعون السنة، وأنا أسميهم فسقة بما سماهم به شيخ الإسلام ابن تيمية، فقد سُئل عن رجلٍ يصلي الفريضة ولا يأتي بالسنة؟ فقال: ذاك رجل فاسق ترد شهادته، أي: لو جاء يشهد عليك فأردت أن تطعن وتقدح فيه بأنه تذكر أنه لا يصلي السنة، وبذا ترد شهادته؛ لأن من ترك السنة ترك الفريضة، وهذا بدون شك، لأن خط الدفاع الأول أمام الشيطان هي السنة، فما دام معك خط الدفاع الأول فإن خط الدفاع الثاني عندك أقوى، لكن إذا جابهت الشيطان بالفريضة وهزمك وتركت الفريضة وبالتالي يكفر الإنسان، فالإكثار من نوافل الصلاة، والصدقة، والصوم، والحج والعمرة، والصدقات خير وبركة، ولا نعني بالنوافل السنن الراتبة، ولكن نعني بالنوافل ما خرج عن السنن الرواتب والمؤكدة؛ لأن السنن الراتبة مطلوبة ومؤكد عليها، وسنة الفجر والوتر سنة مؤكدة، لكن نعني بالنوافل ما زاد عن هذا، مثل ركعتي الضحى، أو أربع أو ست، أو ركعتين في جوف الليل، وركعتين إذا دخلت المسجد، هذا اسمها نوافل ينبغي الإكثار منها وعليك أن تستزيد منها دائماً، وأن تستفيد من كل إمكانية في زيادة رصيدك مع الله، ولو بكلمة واحدة.