الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين، سيدنا وحبيبنا وإمامنا وقدوتنا محمدٍ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن اقتفى أثره وسار على دربه، واتبع شريعته ودعا إلى ملته وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد: فسلام الله عليكم -أيها الأحبة- ورحمته وبركاته، وأسأل الله سبحانه وتعالى كما جمعنا في هذا المكان الطاهر وفي هذه الليلة المباركة وبعد أداء هذه الفريضة العظيمة على ذكره وعلى طاعته وعلى عبادته، أسأله بأسمائه الحسنى وبصفاته العلى أن يجمعنا في جناته جنات النعيم، وآباءنا، وأمهاتنا، وإخواننا، وأخواتنا، وزوجاتنا، وذرياتنا، وجميع إخواننا المسلمين، برحمته إنه أرحم الراحمين.
هذه المحاضرة تلقى بجامع حطين بإسكان الحرس الوطني بمدينة الرياض حرسها الله، بعد مغرب يوم الإثنين الموافق للأول من شهر ذي القعدة عام (١٤٢٠هـ) على صاحبها أفضل السلام وأزكى التسليم.
عنوان الدرس كما أعلن أخي أبو نادر حفظه الله وبارك فيه ومتع بحياته، وزاده نشاطاً وحرصاً وقدرة على العمل لهذا الدين:"تنبيهات على بعض أخطاء الزوجات" وهذا العنوان فيه خطأ، والخطأ مني إذ أمليته بهذا الوضع وإلا فالوضع الصحيح أنه:"تنبيهات على أخطاء بعض الزوجات" ليس على بعض أخطاء الزوجات، والقارئ أو السامع اللبيب يدرك الفرق بين المعنيين فإن العنوان المعلن: تنبيهات على بعض أخطاء الزوجات، يعني: أن المرأة كلها أخطاء ونحن ننبه على بعض الأخطاء، بينما العنوان الأولى أن يكون والصحيح أن يكون: تنبيهات على أخطاء بعض الزوجات، إذ ليس كل الزوجات عندهن هذه الأخطاء، فمن الزوجات من وفقهن الله سبحانه وتعالى لمعرفة حق الله سبحانه وتعالى عليها فقامت بعبادته، وأيضاً وفقها الله لمعرفة حق رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها فقامت باتباع سنته والعمل بشريعته.
وأيضاً وفقها الله لمعرفة حق والديها، وحق زوجها، وحق أولادها وبناتها، وحق مجتمعها بشكلٍ كامل، فهذه حسنة الدنيا وجنة ما قبل الموت، قد يقول قائل: ولماذا أخطاء الزوجات فقط هل يعني أن الأزواج ليس لهم أخطاء؟ نعم.
لهم أخطاء، وربما تكون أخطاء بعض الأزواج أكثر من أخطاء بعض الزوجات؛ لأن الزوج إذا أخطأ واستغل أيضاً قدرته ورجولته وسيطرته وإمكانياته في تمرير خطئه، وفي الاستمرار والاستكبار والدكتاتورية على امرأته، أما المرأة مسكينة قد تخطئ لكنها تعود وترجع، ولو أنها ليست راضية وذلك نظراً لضعفها.