للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ما يجب على التائب بعد التوبة]

السؤال

عمري خمسة وعشرون عاماً وقد كنت خلال الفترة الماضية لا أصلي ولا أصوم ولا أعرف الله؛ ثم تبت بعد ذلك توبةً نصوحاً فبم تنصحني، وأرجو منك أن تدعو لي في هذا المسجد؟

الجواب

ندعو لك يا أخي وندعو لجميع شباب المسلمين وعصاة المسلمين أن يهديهم الله إلى دينه القويم، وأن يردهم إلى دينه رداً جميلاً، وأن يبصرهم بهذا الدين، وأن يثبتهم عليه حتى يلقوه.

أما وصيتنا إليك ونصيحتنا لك أن تحمد الله على نعمة التوبة، وأن تشعر بنعمة الله وفضله عليك حينما اجتباك وتاب عليك، ثم تستمر في الطريق؛ عن طريق القراءة لكتاب الله، لا ندل شبابنا إلا على كتاب الله: {وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [آل عمران:١٠١] عليكم بالاعتصام بالقرآن الكريم، تلاوةً وتدبراً وتحاكماً وتطبيقاً وعملاً واستشفاء، اجعل القرآن كل شيء في حياتك، لابد من قراءة القرآن، فكل شر يصيب الإنسان سببه ترك القرآن، ما علمنا أبداً أحداً تعرض لشر أو تعرض لنكبة أو لرجعة في دينه وهو يمسك ويحفظ القرآن ويداوم عليه، ثم السنة المطهرة، وطلب العلم، فاحفظ من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في كل يوم حديثاً، ثم اعرف معناه من كتب السنن والشروح حتى تعرف كيف تعبد الله، ثم حافظ على الطاعات، فكل أمر أمرك الله به سارع إليه، وابتعد عن المعاصي والذنوب، وكل نهي نهاك الله عنه ابتعد عنه، ثم ابحث عن الرفيق الصالح الذي يعينك فإن الدرب طويل، وفيه مشقة ولابد من رفيق يعينك على طاعة الله، ثم ابتعد واحذر من رفيق السوء المخذل الذي يقودك إلى النار ويصرفك عن طاعة الله، هذه وصيتنا لك؛ ثم اثبت -يا أخي- واطلب من الله عز وجل أن يثبتك واصبر؛ لأن الله عز وجل يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا} [آل عمران:٢٠٠] كأنك في معركة فاصبر وصابر ورابط، واتق الله لعلك تفلح.