تحدث لي بعض الأفكار التي لا أستطيع ذكرها وهي تقلقني كثيراً فكيف التخلص منها؟ وهل أنا محاسب على هذه الأفكار؟
الجواب
هذه الأفكار والوساوس التي لا تزال في الذهن دون أن تخرج إلى الواقع لا تحاسب عليها، وهي من كيد الشيطان، وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عنها؟ فقال:(الحمد لله الذي رد كيد عدو الله إلى الوسوسة) وقالوا: (يا رسول الله! إنا نجد في قلوبنا شيئاً لا نقدر أن نسألك عنه -أي: كأنه عن الله - فقال: ذاك صريح الإيمان) وقال عليه الصلاة والسلام: (إن الله عفا عن أمتي الخطأ والنسيان، وما حدثت به نفسها ما لم تعمل أو تتكلم) فشيء يدور في ذهنك لم يخرج إلى الواقع ليس عليك مؤاخذة، وهذا من الشيطان.
أما كيف تصنع؟ فتستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، قال عليه الصلاة والسلام:(يأتي الشيطان إلى أحدكم فيقول: من خلقك؟ فتقول: الله، فيقول الشيطان: ومن خلق الله؟) هذا من الشيطان؛ لأن الشيطان يريد أن يكون الله مخلوقاً، وإذا قلنا هناك من خلق الله، فسيأتي ويقول: من خلق الذي خلق الله؟ وستستمر السلسلة إلى ما لا نهاية، إذاً فلابد من خالق لا يُخلق، من هو؟ الذي {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ}[الإخلاص:٣]{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}[الإخلاص:١] فالله عز وجل له صفة أنه خالق وليس بمخلوق، لكن حين نقول: أنت مخلوق، من خلقك؟ الله عز وجل، من خلق الله؟ كأننا نريد أن يكون الله مثل الإنسان، الآن هل الباب مثل النجار؟ من صنع الباب؟ النجار، أليست صفة الباب غير صفة النجار؟ إذا تزوج الرجل نقول: يا باب تزوج! ما رأيكم؟! وإذا تحرك الباب نقول: قم يا نجار تحرك، لا.
صفة الباب غير صفة النجار، وصفة الخالق غير صفة المخلوق.
من صفات الله أنه الخالق قال تعالى:{هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ}[الحشر:٢٤] ومن صفتك أنك مخلوق، فكيف تريد صفتك مثل صفة الله عز وجل؟! فإذا جاءك الشيطان بهذا قال:(فإذا جاء أحدَكم الشيطانُ فليقل: أعوذ بالله، آمنت بالله).