ثانياً: عليك أن ترفع يديك إلى حذو المنكبين أو حيال الأذنين وقد وردت كلا الصفتين، وأن تكون متوجهاً بباطن الكفين إلى القبلة، ممدودة الأصابع مضمومة، وبعد هذا الوضع وأنت مستسلم وقد رفعت يديك لربك مستسلماً خاضعاً لله منقاداً له، بعد هذا تستشعر المعنى وأنت تكبر تكبيرة الإحرام وقد استسلمت قلباً وقالباً جسداً وروحاً لله تبارك وتعالى.
ثم بعد ذلك وأنت على هذه الحالة تكبر تكبيرة الإحرام: الله أكبر! معلناً بهذه التكبيرة أن الله أكبر من كل شيء، فلا ينبغي أن تتشاغل عن الكبير المتعال بأي شيء، أنت قلت: الله أكبر! أي أكبر من الدنيا، فالدنيا قد تركتها خلف ظهرك، وأقبلت بقلبك على الله، فالله أكبر من الزوجة والوظيفة والأولاد والدنيا وما عليها، وأنت عندما تعلن الله أكبر يجب أن تكون صادقاً؛ لأن من لا يكون صادقاً مع هذه الكلمة يقول: الله أكبر بلسانه لكنه ينقضها بفعله فهو يفكر في المزرعة والعمارة، ثم تدعو بدعاء الاستفتاح، وهذا الاستفتاح يسميه العلماء الاستئذان، كأنك تطرق الباب على الله، تستفتح للدخول على مولاك فتقول وأنت تثني على مولاك:(سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك) وأنت في هذا الموقف ذليل خاضع واضع يدك اليمنى على اليسرى على صدرك بكل سكينة وخضوع وخشوع لمن أوقفك في هذا المكان، مطرق الرأس لا تنظر إلى فوقك بل تجعل نظرك بين قدميك؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى طأطأ رأسه ورمى ببصره نحو الأرض، وهذا ذكره الألباني في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وهو صحيح.